صحيح أن المعرفة أسيرة بأدواتها إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر العديد ممن يعرفون ، وممن لا يعرفون ويدعون أنهم يعرفون ، ويعرفون ما لا يعرفون ، ليس لشئ أنما هي موجة الكل يعرف .
كما أنه صحيح أن القاعدة المعرفة للثقافة ( خذ شي من كل شي ، وخذ كل شي من شي ) لكن الأهم والذي لابد أن تعرفه (اللي لازم تعرفه .. أنه مو كل شي لازم تعرفه. لا أعرف لماذا ؟
- ربما وأنا ( أتناول اطراف الحديث يزيد وزني ) ( من باب النكتة )
لأن القرارات التي لا تعجبنا أو الآراء التي لا تدخل ( أدمغتنا ) لا تتم مناقشتها وتناولها بموضوعية ... خشية السخرية وإطلاق النكات. والصحيح هو الدراسة الموضوعية للأمور ، أو على الأقل توجيه العديد من الأسئلة التي يمكن أن توضح الأمور قبل التسرع بإصدار النكات والإشاعات والآراء .. وحتى لو كان السبب فى ذلك هو افتقاد الثقة فى الشخص ، أو مصدر المعلومة ، او الرأي ، فإن توجيه الأسئلة الموضوعية والمناقشة الجادة دائماً هو البديل الأفضل
وأن تكون مسلحاً بالتفكير المنهجي الذى يعتمد على قدرتك على تحديد الإجابات الصحيحة للأسئلة المتعلقة بماذا ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ فيما يتعلق في حياتك وخصوصاً في تنفيذ من أعمال .
- لأن الرأي يسبق المعرفة :
الرأى هو تعبير عن وجهة نظر قائله في موضوع ما ، وغالباً ما يكون مزيجاً مكوناً من الخبرات الذاتية والحقائق وأحكام القيم .. أما المعرفة فهي الحقائق التي تطابق الواقع فى موضوع ما ، والإجماع المتفق عليه من المتخصصين كمرجعية علمية موثوق بها في هذا الموضوع ، ومن الواضح أن المعرفة أشد مصداقية وأكثر وثوقاً من الرأي .. فالرأي يمكن أن يكون ذاتياً أما المعرفة فمن الضروري أن تكون موضوعية .
لذلك فإن المعرفة الموثقة ذات المرجعية الصحيحة ، يجب أن لا تسبق الرأى فقط ، وإنما يجب أن تتجاوزه .
- أو ( الإفتاء ) الادعاء بالمعرفة والمهارة ، والقدرة والخبرة والتجربة ، على غير الحقيقة ، وعند الفعل قد يحدث الانسحاب ، وإن تم الفعل فقد يحدث الفشل ، وإن تم الفشل ، تكون لدى الشخص قدرة فائقة على تقديم العشرات من التبريرات ، وعلى دفع أسباب الفشل عنه وتبرئة نفسه
( أرجوك لا تفتي ) .
- الجودة ، والدقة ، والحيطة والحذر ، مجرد كلمات غالباً ما يتم ترديدها والتأكيد على أهميتها ، دون أن تترجم في سلوك فعلى ...
(فــ الكم غالباً ما يسبق الكيف ) ، ( ومشي حالك ) ، ( وما حد شايف ) والرؤية دائماً ِأن التجاوز البسيط لن يفسد الأشياء ، ، حتى أن الأعمال التي تتم بمنتهى الدقة ودون تجاوزات يطلق عليها " شغل خواجات " ، وهذا الشائع في مجتمعاتنا بين العامة ، فإن موضوع بناء ووضع المعايير الدقيقة والتى يجب أن تكون القضية الإدارية والاجتماعية والفنية أ والأهم السلوكية في كل أفعالنا حتى تصبح أعملاً ، لا تحظى حتى ربما بالاهتمام ، مع أننا في كل المحافل والمناسبات حتى العائلية والمؤسساتية ننادي بالجودة والمقاييس والمعايير .. إلا أن القول منفصل عن الفعل، ..( وأن الأسهل هو القول) .
- ثقافة ولقافة ..
أو ثقافة اللقافة ، أو مرض اللقافة الذي بدأت الكثير من المستشفيات تقديم العلاجات له ، أو العقاقير التي تصرف والجميل أن كل ذلك ببطاقة التأمين الطبي ( ليت ذلك صحيح ) فإذا كانت الثقافة في أهم مفاهيمها هي مجموعة العوامل التي تشكل قدرة مجتمع ما على تقديم نواتج مادية وفكرية فان اللقافة تعني التدخل فيما لا يعني وفيما لا يخصك في تخصصك .
عموماً كل ذلك يؤدي إضاعة الوقت ويخلق مجتمع غير قادر على تقديم نواتج مادية وفكرية .
فالمهم المطلوب منك أن تعرف .. ولكن الأهم ( اللي لازم تعرفه .. أنه مو كل شي لازم تعرفه )
تحياتي
د.عثمان عطا
Oatta17@gmail.com
1 comment
1 ping
ابو مجاهد
08/08/2020 at 12:52 م[3] Link to this comment
سلمت يمناك كلام من ذهب