إمبراطوريتان كانتا تسيطر سيطرة تامة على العالم قبل ظهور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مع ملاحظة أنه لا يجوز القول (قبل ظهور الإسلام) لأن الإسلام منذ أن خلق أبونا آدم (عليه السلام)
لكن الشيطان والبشر بفطرتهم (الغير سويه)، لمحدودية عقولهم؛ يبتعدون عنه فيرسل الله الأنبياء والرسل لردهم إليه، والقليل من يعود إليه، فتذهب أمم وتأتي أخرى، إلى أن جاءت الشريعة المحمدية في جزيرة العرب وبرسول أرسله الله للإنس والجن كافة؛ و- القرآن- حفظه الله، ولشموليته وكماله؛ جعل من أتباعه- رسلا- لنشره وتبليغه على مر العصور، فأصبح التشريع -المحمدي- العدو اللدود للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، وليس منافسا لها بل غالبا لها.
ولأنه هو المسيطر بتعاليمه وطقوسه وتعبداته، ولأنه لم يفرض بالسيف للقضاء التام على كل من لا يؤمن به، ويجتث العرقيات وجذور القوميات والعصبيات والتشريعات السابقة له، بل أبقاها الله لحكمة إلهية، قال تعالى يخاطب رسوله ويخاطبنا ؛ يا محمد قل للكافرين:- {لكم دينكم ولي دين} .
واستمرت الأحقاد ونمت العصبيات والقوميات من جديد؛ لعدم انطفاء جذوتها تماما، فاستمرت المؤامرات والدسائس ضد هذا التشريع رغم تسامحه معهم لأنه ضد أهوائهم، والذي من الصعوبة بمكان لأحد القضاء عليه ليباد، فكيف يباد والخالق -جل في علاه- تعهد بحفظه؟!
قد يضعف أحيانا وتنجح بعضا من مخططاتهم لكنه لن يباد ما دامت السموات والأرض؛ فخوفنا على أنفسنا وليس عليه.
ولن أسرد المراحل التي مر ويمر بها ولا المكايد، فللدين رب يحميه وهو في قلوبنا؛ ونطيع سادتنا وعلماءنا وحكامنا ما لم يأمرونا بمعصية فيه، وهم عليه أحرص منا.
والآن لدى الغرب والمجوس خططا ضد الإسلام والعرب؛ وهي أشرس وأخطر وأقوى من ذي قبل، أهمها شق الصفوف وفك اللحمة، لكنها لن تنجح ولن يتحقق مرادهم بفضل من الله ثم بفضل الالتفاف حول بعضنا وحول القيادات والساسة الذين يسايرون أحيانا لكنهم يعرفون بحكمة وإدراك ووعي ماذا يعملون.
فهذا الكيد القديم يتجدد، وما يحدث من تعاون بين الغرب والفرس، ليست بجديد ونحن بحول الله وقدرته ماضون والإسلام يعلو ولا يعلى عليه.
عبد الرحمن عون...