المملكة العربية السعودية حاملة راية التوحيد ، رائدة التضامن الإسلامي .
فمنذ أن وحد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- الجزيرة ، وأقام المملكة على دعائم التوحيد ، دستورها مستنبط من الكتاب والسنة ، جعلها في مقدمة الدول التي تحظى بتقدير واحترم أمام المجتمع الدولي لحسن تعاملها واحترامها للمبادئ والمواثيق الدولية ، ثم جاء من بعده أبناؤه الأوفياء القادة الكرام ، فعلى دربه ساروا إلى أن وصلت المملكة إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم حضاري في شتى المجالات .
إن المملكة منذ قيامها اهتمت وحرصت كل الحرص على دعم القطاع التعليمي ، فأنشأت الجامعات العلمية لينهل من ينابيعها الصافية أبناء العالم وليعودوا إلى بلدانهم رجال إصلاح ودعاة خير ، فمامن قطر من أقطار العالم إلا وللملكة أثر في ذلك ملموس وملحوظ ، وهذه مسؤولية عظيمة حققتها المملكة أمام العالم لتقديم رسالة واضحة على أن الإسلام دين السلام والرحمة والمحبة بعيد عن التطرف والإرهاب والغلو .
لقد وضعت المملكة في الآونة الأخيرة لمحاربة الإرهاب استرتيجبة بعيدة المدى في التصدي لظاهرة الإرهاب من الناحية الفكرية والعسكرية على المستوى الإقليمي والدولي ، فالقيادة السعودية الحكيمة والتي هي حريصة كل الحرص على دعم السلام والأمن ، استطاعت أن تواجه الإرهاب بكل ماأوتيت من حكمة وقوة ، فاتخذت جانب المواجهة الفكرية وأولت لها اهتماما كبيرا ، ويظهر ذلك من خلال فتح قنوات الحوار كما يتمثل في شخصية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - في تأسيسه لمركز الحرب الفكرية بالرياض ليكون حصنا منيعا للتطرف والإرهاب ، ومشعل نور يضيءللعالم أجمع لتصحيح ماأفسده الإرهابيون المتطرفون في ديننا الحنيف أمام الآخر حتى صار ينظر إليه نظرة الكراهية .
والمتأمل لشخصية ولي العهد - حفظه الله - يدرك مدى حرصه الشديد على تثبيت دعائم الأمن والإستقرار بمواقفه المشهورة في مواجهة التطرف والإرهاب ، وهو صاحب المقولة الشهيرة ( إننا فقط نعود إلى ماكنا عليه ، إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب).
ومن طرق وسبل محاربة الإرهاب فكريا التوعية الشاملة التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية معالي الوزير المرشد المصلح الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - للمواطن من خلال الخطباء والوعاظ للوقوف ضد الإرهاب ، فمن جهود معاليه دعوته إلى توحيد موضوع خطبة الجمعة في جميع مساجد المملكة كي يكون العمل الدعوي منسقا وينتفع من خلاله المجتمع .
وهذه الجهود جعلت الخارجية الامريكية في الآونة الاخيرة صدرت بيانا تثبت فيها من أن المملكة العربيه السعودية في مقدمة الدول التي تحارب الإرهاب بالعمل الجبار الذي يقوم به معالي الوزير الدكتورعبداللطيف آل الشيخ .
ولاننسى دور هيئة كبارالعلماء في إدانة وتحريم الارهاب كما في إحدى بياناتها في دورتها الثمانين التي عقدت بالرياض بداء من ١٩ ذي القعدة ١٤٣٥هـ أن الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة ، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعا.
ومن الجهود التي تبذلها المملكة للتصدي الجهود الأمنية أو العسكرية ، فنجد الأمر أنه بدأمن أعلى مسؤول وهوخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - صاحب المقولة الشهيرة ( لامكان بيننا لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الإنحلال ).
فأكد ذلك من خلال عاصفة الحزم لإعادة الأمن وعمارة اليمن ، بعدمادمرها الحوثيون الارهابيون المنفذون بتعليمات الإرهاب الصفوي الدموي الإيراني .
وأيضا نجد المملكة في محاربة الإرهاب أنها دعت إلى التحالف العسكري للدول الإسلامية لمواجهة الإرهاب ، فتأتي هذه الدعوة لتعزز مكانة المملكة في حربها على الإرهاب إقليميًا ودوليا .
كما أن المملكة نجحت من الناحية الأمنية في محاربة الإرهاب عندما اتخذت كافة التدابير وتوظيف الإمكانيات والحث على سرعة الإبلاغ وكشف النوايا الخطرة للإرهاب .
وهذا هو دور المملكة العربية السعودية في دفاعها عن السلام العالمي القائم على احتزام الإنسانية التي من أجلها جاءت الأديان السماوية لتثبيتها .
فهي رائدة العمل الإنساني ، قائدة التضامن الإسلامي تحت ظل خدمة الحرمين الشريفين بقيادة سلمان الخير ومحمد العزم .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا