الكل يعرف القصة المشهورة ، لكن دعونا نخبر الشباب الذين لم يشاهدوا إلا كوكب(اكشن) ، تلك الفتاة التي كانت تعيش مع زوجة ابوها ( شوقيه ) وبناتها (فتحية ) ، و ( لطفية ) ، اللتان كانتا تعاملانها على أنها شغالة ، مع أنها احدى اميرات ديزني الشهيرة .
المهم .. أنها في زمانها بعث الملك لأهل المنطقة ، أن ابنه سيختار من بين تلك البنات احداهن ليقول لها ( يابنت انت زوجتي ) وهي تقول (زوجي وقرة عيني ) ويرفعوا صورهما (اب لود) على مواقع السوشال ميديا لابسين( الدبل ).
ويصوروا سناب بدون فلتر ، ( لأن وقتها لم يخترع الفلتر ، وهو أكثر الاختراعات المفيدة لاعادة الثقة لل (المسنب)
المهم أن سندريلا تقول ل (شوقيه ) زوجة ابيها : أريد الذهاب معكم فتقول لها : ( انزرعي او اترزعي في البيت مافي أحد رايح غير بناتي ) تقصد (فتحية ) ، و ( لطفية ).
ومع ذلك سندريلا دبرت نفسها وركبت (حنطور ) اخذته من ( الشرم ) وراحت فيه الحفله.
الأمير أُعجب بها وتحدث معها عن هواياتها وطموحها وبرجها، ( وارتاحو لبعض ) وطلب منها الزواج ، وقبل أن ترد عليه لاحظت أن الوقت دخل على الساعه ١٣ ليلا فهربت مسرعة من القصر ومع شدة سرعتها فقد فردة حذائها الذي اشترته من (آلدو) في التخفيضات
وبدأ الأمير يبحث عنها في كل بيت من بيوت المدينة إلى أن عثر عليها بسهولة لأن مقاس الحذاء ٤٦ .
ثم تزوجها لعيشا في ثبات ونبات ، مع أنني لا أعرف معناها إلا أنها كلمات
عموماً هذه هي القصة برواية أخرى إلا أنها كاملة المضمون والشخصيات والمحتوى والمغزى . ولكن ليست تلك القصة هي مضمون المقال والموضوع الذي سأتحدث عنه
سندريلا أو متلازمة سندريلا أو عقد سندريلا Cinderella complex ) هي عقدة حديثة يُعتقد أنها تنتشر بين نساء هذا العصر، وُصِفت لأول مرة عام 1981 من قِبَل الكاتبة والمعالجة النفسية الأمريكية كوليت داولينغ في كتابها (عقدة سندريلا: خوف النساء الخفي من الاستقلال)
تتحدث هذه العقدة بشكلٍ أساسي عن الرغبة اللاشعورية التي تَنْتُج لدى المصابات في أن يكُنَّ موضع رعاية الآخرين، تبدأ هذه العقدة لديهن منذ الصغر، حيث تُبَرمج الفتاة على أنها دائمًا بحاجة لشخصٍ قوي يساعدها ويحميها، تُرَسَّخ هذه الفكرة بعدة عوامل، أبرزها (طريقة التربية)، تنشأ الفتاة بين والدين يلبيان كلَّ احتياجاتها مع تشجيعٍ منهما لفكرة أنها تحتاج دائمًا إلى واصٍ أو مسؤول عنها وأنَّ زوجها سيلبي احتياجاتها من بعدهما.
منها أيضًا (الضغوط والتنشئة الاجتماعية)، حيث يجبر المجتمع الفتاة على الالتزام بمعايير محدَّدة لأغلب الأشياء -كالمظهر والسلوك ونمط الحياة- فتفقد تدريجيًا القدرة على الاستقلالية. و(الخطاب الإعلامي)، مثالًا على ذلك الأدوار النمطية التي تظهر فيها النساء في كثيرٍ من المسلسلات (كامرأة تعجز عن تدبُّر أمور الأسرة أو أمور حياتها دون زوج)، (ويكبيديا )
فتضع المرأة خارج دائرة التأثير وتؤدي بالمشاهدين إلى الاعتياد على ذلك واعتباره أمرًا عاديًا.
وتظهر تلك العلامات في متلازمة سندريلا في ؛
- فقدان القدرة على الإبداع ويظهرن توترًا وخوفًا من التصرف بشكل غير صحيح .
- عدم الثقة في قدرات بنات جنسهن حيث أظهرت الدراسات أنَّ المصابات يرفضن الاعتراف بالنساء كقائدات، فنجد بعضهنَّ يرينَ أن قيادة الرجل أفضل حتى وإن كانت على مجموعة كلها نساء.
- الخوف من النجاح ، حيث تُظهِر المصابة خوفًا من أن تكون مرفوضة من الناحية الاجتماعية، أو أن تفقد فرصة أن يتقدم لها من يخطبها أو يتزوجها ويكوّن معها أسرة نتيجةً لنجاحها.
- ظلم النفس بالبقاء مع شريك غير مناسب حيث تُفضِّل بعض المصابات البقاء في علاقة مؤلمة على أن تظل بلا شريك، وما يزيد الأمر سوءًا اعتماد بعضهنَّ ماديًا على شركائهنَّ خوفًا من الاستقلال.
- الافتقار إلى الثقة بالنفس وعدم الاعتراف بالقدرات ، مثلًا حين تحلُّ المصابة مسألة رياضية معقدة فإنها غالبًا ستنسب ذلك إلى الحظ أو حتى الصدفة، أو تقول أن المسألة احتاجت جهدًا كبيرًا حتى وإن كانت قد حلَّتها بسهولة تقليلًا من قدرتها.
وحتى لااكون درامياً في سرد القصة سندريلا وأخواتها (فتحية ) ، و ( لطفية ) لابد أن ادلكم على طريقة التخلص من هذه المتلازمة أو العقدة :
وذلك من خلال
الوقوف لحظة، والاعتراف بالعقدة، والعزم على فكها ، وطلب المساعدة من من تحبين .
والتراجع خطوةً إلى الوراء والنظر لحياتك من منظور شاملٍ لإعادة تقييمها والبحث عن منبع الراحة في حياتك ثم ابدأي بتوجيه التواصل والنقاش باتجاهه بحيث يتضمن ذلك مهلةً زمنية لإحداث التغيير.
إذن عرفنا الآن أن ( شوقيه. وبناتها لطفية ، فتحية ) ليس لهن دور في عقدة سندريلا .
تحياتي:
د.عثمان عطا
oatta17@gmail.com