[٥:٤٨ م، ٢٠١٩/١٢/١٩] محمد الغامدي: يوم تاريخي ينقش في كتب الحب، شاهدته بنفسي اليوم، 22 ربيع الثاني الموافق 19 ديسمبر 2019م، حينما وجدنا صور اللحمة الوطنية السعودية تتجدد، بين المواطن والدولة السعودية، التي تعرف كنه علاقاتها بشعبها في مختلف المناطق، وتسعى لجعلها أمتن وأكثر عمقاً.
وقف الخلق صفوفا في استقبال الضيف، شيوخا، ورجالا، وشبابا، وهم يرنون إلى أبعد من الجبال والصحاري والتلال، التي تحيط بهم من جميع الجهات، وأقوى من خدمات الاتصالات في العرين.
لم يسبق حسب ذاكرة الزمن القريب أن زار منطقة العرين أمير منطقة عسير، وهذا ما زاد من عوامل الرغبة والحب والاهتمام بتواجد الأعيان والمواطنين، لكيلا تفوتهم تاريخية الموقف، وروعة معانيه ومشاعره.
حفل شعبي بهيج، كان الكثير يراهنون، بأنه لن يبدأ كما قُرر له في الصباح الباكر، ولكن الأمير تركي كعادته، المتمثلة بالبساطة، وهو الناهل من روح رؤية الملك سلمان، وولي عهده الأمين، كسر كل التوقعات، بالحضور في وقته، رغم الجو البارد وبعد المسافة.
السعادة، كانت بضاعة ذلك اليوم الطازجة، والوجوه جميعا ظلت تتجول في سوقها، وتتبضع الكثير منها، وتهدي منها لكل حبيب، ليس لليوم فقط، ولكن لمستقبل واعد.
لقاء الأمير مع أهل المنطقة، كان لسان أهل هذه المنطقة الحاكي، العرين، التي تعتبر أيقونة الصحراء الجنوبية، والتي أنبتت من قلبها بيوتا من الطين، تصل شواهقها إلى سبعة أدوار، معجزة، لكل هندسة، ولكل بناء.
العرين، التي مرت عليها عقود عجاف، فظل أهلها يرحلون عنها للمدن، التي تتوفر فيها الخدمات، من تعليم، وتدريب، ووظائف، وتجارة، وبما يتناسب مع تعداد السكان وتطلعاتهم.
الجفاف أيضا كان سببا في موت النخيل، التي كانت مروج باسقة خضراء مد النظر في وادي العرين، وحتى أن بئر العرينية الشهيرة لم تعد قادرة على تغذية كل السواقي، فما كان من شباب العرين إلا وأن رحلوا للقريب والبعيد.
الكل يتساءل، هل ستكون هذا الزيارة السبب الرئيس، لعودة الطيور إلى أعشاشها، وعودة الحياة إلى أثار بيوت العرين، أخت بيوت قرية رجال، لولا أن أم بيوت رجال الجبال، وأن أم بيوت العرين الصحراء.
الكل يتساءل، هل سيُلقى الضوء إعلاميا على تراثها، وأثارها، وتاريخها، وعلى ترقيتها، لتكون محمية سياحية، تسجل في منظمة اليونسكو للتراث العالمي؟
ولكن التساؤلات لم تكن إلا وضوح خلال الزيارة، بما قرره سمو الأمير، في لقائه مع أعيان، ومسؤولي، وإعلاميي العرين.
لقد قال سموه لحظتها بأن هذا الاستقبال العظيم الذي شهده اليوم في العرين، لن يمر مرور الكرام، وهو يقصد أن الجزاء الكريم بقدر العمل الكريم.
ثم قرر فورا برفع مستوى مكتب خدمات البلدية إلى بلدية فرعية.
كما قرر البدء في تحسين وصيانة طريق (طريب – العرين)، والنظر في إكمال ازدواجيته من خلال مجلس المنطقة.
كما قرر إفتتاح مركز للهلال الأحمر، بعد أن تبرع بمبناه أحد أبناء العرين الأوفياء.
كما أعلن عن البدء في دراسة إنشاء كلية متخصصة تتفرع من جامعة الملك خالد.
وما زاد من سعادة شباب العرين أن وجه سموه رئيس البلدية بسرعة إنشاء ملعبا رياضيا متكاملا.
كما أمر بإنشاء نادي للحي، وحقيقة لا أعتقد أن ذلك كل ما فكر فيه سموه، بعد أن شعر بمشاعر واحتياجات أهل العرين، وشعورهم بأنه أحد أبناء منطقتهم، التي تتأهب لتنفض ترابها، وتسير في دروب نهضتها ورؤيتها لتبلغ العالمية.
شكرا لسموه الكريم على كل ذلك، ونبارك لأهل العرين رجالا ونساء، أنهم على موعد مع السنين السمان، وإثبات أن العرين، مهما فاتها، تظل بلاد قحطان، التي لها المكانة، والتاريخ والعلوم الطيبة، والسبق.
د. شاهر النهاري
1 comment
1 ping
فهد الزهيري
21/12/2019 at 1:34 م[3] Link to this comment
مشاء الله حفل مميز ويشكر ريس المركز الاخ هادي ال غاصب على مقام به من لحمه وطنيه بين المواطن والمسؤل وكرر شكري لك يارجل المواقف