لحظة لو سمحتم لي ... لاتخلطوا الفهم...تستخدم كلمة ضيق في أوجه عديدة ، وطرق كثيرة فالعامة ( بالعامية ) يستخدم لفظة ( مسوي ضَّيِّقُ ) حينما تكون ردّات فعل الشخص في التصرف أو المواقف ضيقة ً .
الحديث عن (ضَّيِّقُ)... ( واسع )
وهنا اردت أن أعرج على بعض الممارسات الشخصية لبعض الأفراد . لـ ( ضَّيِّقُ )
لأنه قد يكون معظمنا يمارسه بطريقة مختلفة ، بطريقة (ضَّيِّقُة ) ، او بأوجه واسعة .
ضَّيِّقُ
تستخدم على
- المحسوسات ، مثل ضَّيِّقُ الطريق ، مكانُُ ضَّيِّقُ،
- أو غير المحسوسات ، كالتفكير ، والافق .
- أو على الممارسات، عندما يسلك الشخص طريقاً واحداً يعتقد أنه هو الطريق الوحيد . مثل أوجه الخير،
- أو على الأساليب كالتجارب الفاشلة ، أو الناجحة ...والامثلة في ذلك كثير .
ضَّيِّقُ ( أفق ) : عدم اتِّساع في مدارك العقل ،
ضَّيِّقُ ( العَقل ) : عدم رحابة التفكير ،
ضَّيِّقُ ( المقام ) : عدم اتّساعه ،
( ضَّيِّقُ ).. التي اود التحدث عنها هي( ضَّيِّقُ اوجه الخير) ، والعمل الخيري الذي تحتاجه الإنسانية لإحيائها ، (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) فالإحياء للناس جميعاً ليس المقصود بها فرد او جماعه او ديانة ،
- لأنك لو (ضَّيِّقُتَ المفهوم ) ..اصبحت ( ضَّيِّقُ ( >
- ومن لديه مبلغٌ من المال ويريد وقفه في الأعمال الخيرية التي يستمر أجرها .
وفَكّر في طباعة مصحفٍ أو بناء مسجدٍ فقد اصبح ( ضَّيِّقُ) ، ...وانحصرت سبله ،
لأنه اعتقد اوجه الخير في من يقرأ مصحفاً ، لكل حرف من ذلك المصحف سيكون له مثله، ومن صلى في المسجد سيكون له مثل صلاته. ..( ولا تشكيك في ذلك ..إلا أنه أصبح (ضَّيِّقُ ).
(وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً ) الحديث ، ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) النساء. )يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) الأعراف ، وآيات (أقم الصلاة ) و( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) فالصلاة والصلوات ليست فقط أداء الصلاة المكتوبة . فالصلة مع الله لا تحتاج لبناء مسجد.
فحينما بنى النبي عليه السلام المسجد ورغب في بنائه لم يكن يقصد من بنائه الصلاة فقط، فالأرض كلها جعلت مسجداً وطهوراً، ولكنه كان أيضا مكانا للتعليم ومكانا للاجتماع الفكري بجماعة المؤمنين، ومكانا للتشاور، ومكاناً لاستقبال الوفود الأجنبية، ومأوى للفقراء من أهل الصفة، بل كان الحبشة يلعبون في المسجد في العيد بالدرق والحراب ، وهذا يعني أنه مكان اجتماع للأفراح باللعب ..إلى غير ذلك من استعمالات المسجد المتنوعة.
ومع تطور الحياة ، انفصلت كل تلك الأجزاء عن المسجد ، فصار هناك جامعة ، ومدرسة للتعليم، ووزارات للشأن السياسي، وقصور ، وفنادق لاستقبال الوفود، ومساكن خيرية للفقراء، وحدائق للعب ... بعد أن كان المسجد يشملها جميعا.
إن كنت تعتقد غير ذلك .. فقد ( ضيّقتَ) المسلك واصبحت ( ضَّيِّقُ) .
أن أجر بناء المساجد لم يعد اليوم مقتصراً على بناءِ المسجد فقط، وإنما يشمل كل تلك الاحتياجات للناس، من بناء مدرسة، أو جامعة، أو مسكنا للفقراء، أو حديقة ، أو تعبيد طريق الى غير كل ذلك مما يندرج ضمن ما كان المسجد يقدمه..
لقد انحصر دور المسجد اليوم إلى إقامة الشعائر فقط، وليس من المعقول أن تتجه أعمال الخير كلها لبناء المساجد فقط وتتوقف أعمال الخير أو تقل في الأعمال الأخرى التي كان المسجد قديما يغطيها..
فمن بنى لله مدرسة، ومن بنى لله مستشفى، ومن بنى لله حديقة ومن أصلح لله طريقا ومن أوقف لله وقفا خيريا و كلها كأجر من بنى لله مسجدا، وقد يكون الأجر أكبر من بناء المسجد في حال احتياج المجتمع له.
فدرجة احتياج المجتمع ترفع في الأجر ، ...لأنها تسد حاجة أو ضرورة أهم.. فالمجتمع الذي يحتاج لطريق في أقاصي القرى ، ... سيكون أجر ذلك العمل أكبر من أجر بناء المسجد..
واجر القرآن كبير، لكنه أكبر لوعملنا بما فيه ، رتلنا القرآن ودرسناه ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ( ، وفهمنا رسالته الموجهه لنا ( إن هذا القران يهدي ) وخطابه الذي يقصدقنا .
ولم نترك غيرنا يفكر لنا ، ويقرأ لنا ، ويتدبر لنا.) أفلا يتدبرون القرآن ) ..فقد اصبح ( ضَّيِّقُ)، وجرفنا معه إلى ما يسمى بـ ( التصحر الفكري)
توجد العديد من اوجه التبرع والإعمار ، والبناء ، والإحياء، والعبادة ، والصلاة ، والصلة ، والفهم ، والتفكير .
والصدقات والخير أكثر .. بكلمة ، أو موقف ، او تغاضي ، أو مسامحة ، أو باهتمام ...
فلا يقتصر فهمك وتصبح ( ضَّيِّقُ)
شكراً لأن قرأت ما كتبت ،ولم تكتفي بقراءة العنوان وجعلتك (ضَّيِّقُ )
تحياتي