سبحان الله هناك صنفان من الناس خلقهما الله،والتميز بينها هو العطاء والبخل، بهما يظهر الخير من الشر، والعدل من الظلم، والمحبة من الكراهية كما يتميز الظلام من النور، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ}
أن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسييسره الله عز وجل لليسرى في أموره كلها، في أمور دينه ودنياه، ولهذا تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل،من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وكلما كان الآنسان أتقى لله كانت أموره أيسرله.
وأما من بخل،فلم يعط ما أمر بإعطائه فإنه ييسر للعُسرى في أموره كلها والعياذ بالله من البخل.
فأقول في مقالي هذا
لاينكر إلا جاحد من الناس أخيار طيبين ونحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحداً، يبذلون الخير لوجه الله والتماس الأجر من الله.وتبقى طباعهم الكريمة، ونفوسهم الزكية،وما طبعوا عليه من مروءة ومساهمة سواء أكان ذلك بمالهم،أم بجاههم، أم من خلال مواقعهم العملية، حيث يتعاملون مع الناس بالحسنى، ويبذلون ما في وسعهم لخدمة المحتاجين، ولخدمة بيوت الله ومن ساقتهم أنفسهم لفعل الخير فلا تراهم يبخلون بجهد أو ببذل، أو عون ومساعدة، وهؤلاء وإن كانوا قلة إلا أنهم زينة الحياة، وبهم يزداد الناس والمجتمع تفاؤلاً وأملاً وأما المحروم فمحروم من الخير نسأل الله السلامة والهداية لهم.
وهناك آخرون مناقضون لأولئك، أعني ذلك الصنف المعاند للخير المعين الشيطان على نفسه المتجبر المتحجر، الذي يأخذ ولا يعطي، ويكره ولا يحب، ويعبس ولا يبتسم، ويضر ولا ينفع،إن كان في يده مال شح ّبه،بالله اسألكم ماضر أولئك لو سعوا في الأرض إصلاحاً فأغاثوا الملهوف وساعدوا الفقير ومسحوا دمعة اليتيم،وماضرهم لو ساهموا وساعدوا في أعمال الخير وأوقفوا شيئاً مما يملكون لينفعهم في يوم لاينفع مال ولابنون.
اتسأل هل يخسرون شيئاً لو استعبدوا قلوب الناس بالمحبة والرحمة والبِشر والإحسان للمحتاجين؟
وأخيراً:فعلاً هناك أناس خلقهم الله للبذل، والعطاء، فهم يد عليا دائماً سباقة للخير وهناك أناس شغلهم الشاغل الأخذ والنهب فهم يد سفلى دائماً. هناك أناس ذوو نفوس جُبِلت على حب الخير للغير، وعمل الخير فيما يرضي الله ثم يرضي الناس،فهم دائماً يسعون في الأرض إصلاحاً ونفعاً قلوبهم مليئة بالمحبة والرحمة، والعدل والإحسان، والصفح الجميل ،نفوسهم تتدفق كالنبع بين الصخور، فهم يتسامحون وهذا دأبهم في الحياة يعطون ولا يدرون لماذا يعطون أتدرون لماذا؟ إنه الطبع الذي جُبلوا عليه، والأخلاق التي تحولت إلى شبه غريزة فهم يبذلون لوجه الله،لا يرجون جزاءً ولا شكورا بقدر ما يرضون ضمائرهم الحية،التي جُلبت على حب الخير والبذل والعطاء بلا منّ ولا أذى، وهناك أناس تنطوي نفوسهم على البغضاء والحسد، والكراهية، والإضرار بالناس تجد أنفسهم مشمئزة من عمل الخير نسأل الله السلامة.
*همسة*
الكـرم والمعطاء مايعـرف الا الطيبين
والبخيل محدن يبي لاغداه ولاعشاه
الكفو مفتوح بابه على طول السنين
والـبخيل ما ينفتح بـابه الا في عـزاه