الحياة مجموعة من القصص والحكايات نهاية كل واحدة هي الطريق لبداية اخرى جديدة بإذن الله تعالى،نعم كلنا نخشى النهايات لكن ليست كل النهايات تعني الحزن والأسى، قد تعني النهاية فاتحةً لبشائرَ قادمة أكثر جمالاً،وأيضاً ليس بالضرورة أن تكون البداية وفق ما نريد ونرغب فيختم لنا على هذه الحال، فكثير من الناس كانت بداياتهم متعثرة وغير مرضية فصبروا وتحملوا فتبدلت أحوالهم فكانت نهاياتهم سعيدة.
فأقول من منا لم يمر بفترة عصيبة بحياته أنسته طعم الراحة والنوم من منا لم يبك بصمت متخفيا عن الآخرين حتى لا يروا دموعه من منا لم يقض ليال كثيرة يفكر في ظلمات الليل ما السبيل و كيف الخروج من المشاكل والمازق الملتفة حوله
عليك أن تتقبل النهايات، عليك أن تعرف أن الأشياء لا تبقى كما هي، وأنك حتى أنت تتغير، تشيب، تكبر وهكذا مراحل حياتنا.
وعليك أن تعرف أنك حين تبدأ مشواراً لابد أن تنهيه، وحين تضع يدك في بداية الطريق لا بد أن تكمل المشوار، وعليك أيضا أن تتعامل مع النهايات، أنت قد لا تحب التغيير، تحب روتينا معيناً، تحب الاستقرار وهذه كلها علامات تدل على سلامتك النفسية،لكن الاستقرار لا يعني التمسك بأشياء فقدت معناها ولا الإنضمام بأشخاص قد لايحبونك ويفضلون الابتعاد عنك، لأن التعلق بالوهم والالتصاق بمن يدفعونك بعيدا عنهم قد يتعبك ويتعب عقلك ويحرق قلبك، لذلك عليك أن تبحث في داخلك عن خاصية تتيح لك الاستمرار بدون الوهم سواء أكان هذا الوهم شيئا ما،أم شخصا.
أحياناً من بعض الناس في البداية، قد يبحثون عن أقرب طريق للابتعاد عنك، لكنك لا تفهم ولا تريد أن تفهم، وتجد نفسك في النهاية في دائرة مغلقة من محاولات لاستبقاء هؤلاء الأشخاص، لكن محاولاتك هذه تفشل وتتعبك أكثر.
إذاً أخر المطاف أقول :علاقتنا الإنسانية بالآخرين قد تموت، لكننا لا نقتنع بذلك، وننسى أنها علاقة متعبة مليئة بالجروح والاهات وآثار الجروح لكنك تحاول علاجها،وقد تستخدم جميع الأدوية والمضادات الحيوية، ولكن لا استجابة لها لأن الجروح صارت عميقة،وصلت لمرحلة لا ينفع معها العلاج.
إذاً من تربى على المبادئ والقيم وعاش بها وعليها من الطبيعي أن يُصدم بما حوله إن صادف بعض الشخصيات السلبية، فلكل شيء نقيضه فكما يوجد خير يوجد شر وهكذا، وهذه طبيعة النفس السوية أن تتأثر بما يدور حولها وبما تتعرض له ولكن اعطي كل موقف حقه ولا تظن أن بقية المواقف والاشخاص والقلوب هي نفس من صدمت بها.
ولكي ترتاح من ألم الجروح ببساطة عليك أن تتقبل النهايات، عليك أن تتركها،أن تنساها، أن تحافظ على ذكرياتهم الجميلة معك وتؤمن بأن الأشياء لا تبقى على حالها فسبحان مغير الاحوال يُغير ولايتغيّر، وتذكر أنك حتى أنت تتغير مع مرور الايام فلا داعي أن تجرح قلبك، فحافظ على مابقي منه.
*همسة*
لاتثق في البدايات
فأصدق الكلام يقال في اللحظات الأخيرة
فـفي بداية أي علاقة تظهر المشاعر وفي نهايتها تظهر الأخلاق.
1 comment
1 ping
ايمن أحمد عطرجي
31/12/2023 at 7:19 م[3] Link to this comment
رائع أستاذ عبدالرحمن