جلست أمامه، ناظرة إلى وجهه تعلوها ابتسامة.. همهمت ثم قالت: لا تهمل تفاصيلي!
اقرأها..
حدثني عنها..
لأضعها في خزانة الذكريات ومواقفك الجميلة.
كل صباح..
أخبرني ما يؤكد الاشتياق، فيحلق بي في الآفاق حتى تجدد علاقتي مع اللحظات..
فأنت لست سندي فحسب!
أنت صديقي..
طفلي.. خوفي..
هلعي..
وقوتي لمواجهة ظروف الحياة..
صدقني..
لا أعلم ليومي تفاصيل بدونك!
وأنت من عودتني على ذلك! ألم تقل يوما...
أني ملهمتك...!
أني حاضرك ومستقبلك...!
وأني حواسك، وكلك وأجزائك!
أنت من علمتني أن اكتنزك.. وأنك حصري لمملكتي، وأحضاني..
بسببك.. عشقت شرب القهوة، ولحظات الشروق وشفق الغروب وغسقه والدجى، وأدمنت معك أوقات النزهة..
أنت السبب في إبتسامتي الدائمة.. وإشراقة وجهي وحيائي، بك أحدث النفس وأخاف البوح، حسدا من عندي وغيرة وأشياء كثيرة..
وضع يده على ملامح وجهها متحسسا لموقع فمها قائلا:
قفي عن هذا القول، وكفا ِك تواضعا، يا مهجة القلب..
إن كن ُت أنا بصيرتك فأن ِت بصري...
عيني التي أرى بها الدنيا...
والنور الذي يضيء ظلمتي البدية،
أنت حضارتي وإعلامي..
فقدت بصري فكنت عيوني، وهجر ُت أملي فكنت نبضي، ياوهج الشمس وفتيل قطر الندى ياشروق الصباح وسدول الظلال..
ياريوف الحياة، في كل مرة مني تسيطرين بربك أي قلب عاشق تحملين؟
قالت له: لا أفقه في لغة القلوب، ولا أحسن قراءة ما بين السطور إ ّلا أنني بك أكون الضياء كالقمر في واسع السماء.
وما قصتي معك سوى خبر امرأة..
أكرمها الرحمن بك كغيث السماء..
لم أشعر يوما بفقدك البصر فكل خطواتك وأحاديثك تدل على الحكمة والبصيرة وجميل الخبر.. بل أنت أخبرني: أهذا هو جمال الحياة والقدر؟
جابها:ريحانةالدنيا انت وعبيرها و أزهارها ،مبسمها وظلالها باديتها والحضر..
قرأت الخاطرة..
لقد عثرت عليها وهي تلملم حاجيتها.. فقد كان الطلاق قد وقع وأستقر.. أنتهى
بقلم: عبدالله عمر باوشخه