عندما يريد أي من كان أن يقدم أو يفعل شيئ يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي تصرف أو سلوك، ويقيسه بميزان الشرع أولا، ثم يضعه في ميزان القيم المجتمعية، ويسأل هل هذا التصرف صحيح أم أنه يخالف تعاليم الدين، ويتعارض مع قيم المجتمع،فهناك حين يأتي بسلوكيات مؤذية للذوق العام، ولعل بعضنا صدمته بعض مقاطع «الفيديو» التي حملت من السلوكيات غير المسؤولة التي تعد خادشة للحياء العام، مثل الفتاة التي رقصت وسط الرجال، فقام المغردون منهم من يقول دعوها فهي حرة وآخرون يخطئ من قام بطردها، فسبحان الله، في مجملها سلوكيات لم نعتد عليها في المجتمع السعودي، ورغم أنها بحمد الله ليست ظاهرة عامة، ولا يجب أن نعممها، وتبقى حالات فردية، نعم إن ما حدث غير مقبول، وستبقى من السلوكيات المقلدة والمرفوضة في مجتمعنا، لأنها تسيء إلى المجتمع بأكمله.
وإذا فُقد الحياء فُقد الكثير من مكارم الأخلاق، وقد قيل في الحديث الشريف «لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء»
فأقول فليسأل الإنسان نفسه :لماذا أنفق موسى عليه السلام عشر سنوات من عمره وهي مدة طويلة، كي يقدمها مهرا لفتاة مدين؟ فوجد أن الجواب في قول الله تعالى «تمشي على استحياء» أن الله لم يصف جمالها ولا شيئا من محاسنها،لا طولها ولا شعرها، بل كان الوصف المباشر لقيمة «الحياء»، فلم يكن من موسى عليه السلام إلا أن يختارها زوجة له،فالحياء، كنز ثمين فقد يضيع من بعض النساء والبنات فأللهم أحفظهن وجملهن بالحياء، وكذلك ورد في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»،وأما رسالتي في هذا المقال، فهي الغيرة نعم مطلوبة فعندما طردت من الرجل فهي من غيرته على بنات وطنه،وبهذا الموقف، إقول ياليت تكون الغيرة فعلاً مفعّلة في كل حياتنا الاجتماعية لأن لو كانت الغيرة بمصحوبةِ بالرحمة على بنات الوطن ، ماشفنا وحدة محتاجة أو مستضعفة أو مكسورة الخاطر او مطلقة مبهدلة في المحاكم من معاملة الزوج لها والأمثلة كثيرة ..وأنا لااويد فعل تلك الفتاة فأقول لتلك الفتاة ولأمثالها هداهن الله، وحدة محتشمة مثلك ومجتمعنا الغالب فيه يرفض ذلك وتتصرفي تصرفات تنافي مبادئنا وقيّمنا، فلا تقارني نفسك بالأجنبيه ماعندها دين او مبادئ تمنعها.
واما رسالتي للرجل الذي طردها، فهو أخذها من مبدأ ، ردة الفعل على وزن الفعل الي ما يستحي لا تستحي منه والتي مايهمها الرقص قدام الخلق ما راح يهمها الطرده.فأنتِ من جرحتي مشاعرك بنفسك، ولعله عبرة للآخرين، فاللهم إجعل فتياتنا شامخات عزيزات غير راقصات.
همسة
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ