صورة المشهد السياسي لحال امتنا العربية يثير الاستغراب والسؤال الى اين نحن سائرون وهل هناك نهاية للطريق الذي سلكناه ولماذا كل هذا التردي والانهيارات في كل جوانب حياتنا إلا ما ندر في مواقع محدودة.
كانت العرب خلال الخمسون عام الماضية رغم بعض الاخفاقات والانكسارات إلا ان هناك وضع معقول وهناك طموحات وافكار وتنافس وتنمية ومشاريع كبرى.
لكن ما الذي تغير لبنان التي كانت مصدر ضياء بلا كهرباء !! وبيروت مطبعة حروف الامة بلا خبز ولا ولا حياة!!، وبغداد التي تقرا باتت مرتعا للفساد وجنة الفاسدين محطمة اضلاعها تشكوا القهر والعطش!!، وقاهرة المعز تئن من وجع اقتصادها وظلم دولة حاقدة تريد تعطيشها وتجفيف هبتها النيل!!، واليمن السعيد لم يعد سعيدا تكالبت عليه غوائل الزمان واستدار له الدهر قتلا وتدميرا وتشضيا!!، وليس حال السودان او تونس او الشام افضل.
من يستطيع ان يوقف هذا الانهيار ويضع حدا لتغول جوار العرب اين الملايين اين ثرواتنا اين تكمن قوتنا اليوم في ضل سيولة سياسية حبلى بالتحولات والالام؟ هل عقمت امتنا العربية عن استعادة بعض من دورها والقها؟ وهل مثلما قال العقيد معمر القذافي يوما بان الامة قدمت افضل ما عندها وانتهت دورتها الحضارية هذا اذا ما اخذنا بفكرة الدورات الزمنية والحضارية للامم!! حال يبكى لها وعليها وتذكرت قصة الاعمى البائس الذي يتحرش بجارته كل صباح الى درجة اغضبتها منه فدبرت له مكيدة ودعته للدخول الى بيتها وقادته لغرفة النوم وطلبت منه خلع ملابسه تماما، ثم نقرت ع الطاولة وصرخت بافتعال زوجي وصل، زوجي وصل تعال يا اعمى ادخل في الدولاب ثم فتحت له باب الدار ليخرج عاريا الى الشارع وهو يحرك يديه في كل اتجاه ويردد ( ما اوسع دولابكم، ما اوسع دولابكم!!) وتجمع الناس حوله... الان نريد فقط دولابا حقيقيا لنغلقه علينا ويستر عوراتنا.
.
.
.
.
* كاتب واكاديمي من العراق.