هل أبحث عنك في أعالي السماء
أم أنظر إليك في تجاويف الحفر ؟
يأخذني إليك سكون السحر..
يأخذني إليك صوت المطر..
تأخذني إليك نسائم الصمت و تمتمات الضجر!
يأخذني إليك نداء الهمس المعفر في متاهات السفر!
تأخذني إليك أنفاسي المكبلة في حناجر القهر!
تأخذني إليك نظرات الشرود
و ضيق الصدور
و صدى الآهات
و صمت الدهر!
يأخذني إليك حنين المساء
و لون السماء
و جود البحر
وأراني أعشق على صدرك البكاء
وكأني أنهل من فيض النهر!
دموعي تراها كحب الدرر..
شموخي تراه كنقش الصخر..
مضائي ثبات ..
بقائي حياة..
رحيلي وفاء لذاك الأثر!
أنا قلب طري لم يخلق من حجر!
أنا ماء و طين إياك أن ينكسر!
أنعم من الزجاج حذار أن ينتثر!
أقوى من الفولاذ أمان في ميادين الخطر!
أنا كامنة في جمال الزهر!
لا يجاريه شيء مدى العمر!
أنا ورق بين دفتي كتاب و دفتر!
أوراقه لا تنتهي ..
أحداثه لم تتأخر..!
أنا قصة مدونة بلا عنوان ..
صفحتي خالدة لم تتأثر..
إن شئت فاقرأني ..
و إلا فدعني بين مكتبات العالم أمشي و أتبختر!
بثني في طرقات الحياة..
انثرني بين طيات الصعاب ..
و املأ فراغ المساحات علها أن تتغير!
امسح بي تضاريس التجارب علها تجد بين هضابها ألف نهر و معبر!
علها تبث الأمل بين صحاري المتاعب..
علها تضخ في أعماق الأرض ماء يتفجر!
خذني ..
أو اتركني!
لكن إياك أن تقيد خطوي ..
إياك أن تشد على خصري المئزر!
خذني ..
أو اتركني!
فقد خلقت طيرا حرا طليق الجناح
ثق أني لم أخلق كي أسقط أو أتعثر!
خذني..
أو اتركني!
و تيقن بأني لست مكانا للجمود..
فإما أن أموت و إما أن أتحرر !
أمل مقبول ال معدي