سؤال يلح على الأذهان في هذه الأيام وخاصة مع نظام تعليم منصة الذي نقل اهتمام الطالب من المدرسة إلى البيت الذي اصبح شريكاً فاعلاً في تعليم الأبناء، في السابق كان من السهل لوم المعلمين أنهم متخاذلين و يهملون الطلاب وعدم منحهم الفرص، ولكن كون الطالب أو الطالبة تحت نظر و مراقبة الأم، هذا إن كانت أم صالحة و مسؤولة تهتم لتعليم أبناءها، انكشف كل شيء وتبددت أكاذيب الطلاب التي يروونها عن المعلمين و أتضح الفرق جلياً ما بين الطالب التاعب واللاعب. وهنا يطرح سؤال مهم ، هل الشهادات العليا بوابة فعلاً للنجاح والثراء في الحياة؟
و ببحث سريع في العم قوقل حصلت على أسماء كثيرة لم تكمل دراستها وحققت الثراء والشهرة في عدة مجالات . ولنطرح هنا بعض الأمثلة :
· هنري فورد: مخترع سلسلة التركيب الآلي للسيارات والتي تعتبر من اقوى الشركات في العالم
· ستيف جوبز و ستيف وزنك مؤسسي ابل
· رتشارد برانسون مؤسس شركة و طيران فيرجن
· بل قيتس مؤسس مايكروسوفت
· مارك زولقبرق مؤسس فيسبوك ومالك العديد من برامج السوشل ميديا
· روث هاندلر مخترعة دمية باربي التي اقتبست الفكرة من دمية المانية ونقلتها للولايات المتحدة
· إينغفار كامبراد صاحب الماركة العالمية "اكيا" الذي بدأ ببيع أعواد الثقاب من صغره حتى وصل للعالمية
· انزو فراري السائق المحترف الذي تحول لصناعة السيارات السريعة
· الروائي تشارز ديكنز وأشهر رواية له اوليفر تويست
· الروائي الساخر مارك توين صاحب رواية توم سوير
· بيتر جاكسن مخرح فيلم ( ملك الخواتم)
· كونتن تيرنتينو مخرج العديد من الأفلام الناجحة اخرها ( حدث ذات مرة في هوليوود) لم يدرس السينما ولم يتعلمها وكذلك كريستوفر نولن مخرج فلم باتمان الشهير والذي فاز به هيث لودغر كافضل ممثل عن دور الجوكر
و بما أن القائمة احتوت صناع الأفلام : فلا بد من ذكر أن نجاح الفيلم يعتمد على الموهبة الأساسية وليس على مال و شهرة القائمين عليه ، أي عمل سينمائي لن تنجح إن لم يحاكي هموم و مشاعر الجمهور. وما فشل الفيلم السعودي الأخير إلا بسبب اهماله لهذه الناحية ثم لا بد من ذكر سياسين عالمين اصبحوا رؤساء دول لم ينهوا تعليمهم مثل جورج واشنطن و تشرشل وخاصة أن مؤخرا انتهت الانتخابات الامريكية لعام 2020.
غرض المقال ليس دعوة لترك التعليم الدراسي و اللهث في الشوارع خلف نجاحات ، قد تصبح سراباً و دماراً للشخص. غرض المقال الأساسي هو زرع الثقة والإصرار والمثابرة في الجيل الحالي فهذا هو أساس النجاح وأما التعليم فهي خطوة أساسية للتقدم ولكنه ليس النواة , لابد أن تشتعل رغبة النجاح بداخل كل طالب ليتفوق في الحياة قبل أن يتفوق في الدراسة . الأمر الاخر وهو لا يقل أهمية وهو لا يوجد عمر محدد للنجاح او التقاعد فتفكير الشخص هو تقاعده الحقيقي عن الحياة وهذا هو جو بايدن وهو في 78 هزم ترامب الذي ناهز 74 ، ولدينا نماذج لشباب في الأربعين والخمسين يفكر بالتقاعد!
م علي الماجد