لكل إنسان صندوق لغوي اسمه الصندوق الأسود .
( Everyone has alanguage box called the black box )
ومن هذه الجملة المفيدة المتكاملة أبدأُ بدراستي اللغوية السريعة .
تعريف اللغة
( الإنسانُ هو الكائنُ الوحيدُ الذي يستخدمُ لغةً رمزيةً في التعاملِ والتعاون مع أبناء مجتمعه وبواسطتها ينقل خبراته , وتراثه العقلي من جيل إلى جيل ).
ومن هنا جاءَ تعريفُ الإنسان بِـأَنَّـه مخلوقٌ ذو لغة رمزية , وهذه اللغة تعينه على أن يتناولَ العالَم من حوله بطريقةٍ تختلفُ عن تناولِ الحيوان .
ذلك أَنَّ الحيوانَ يتناولُ الأشياءَ بحواسِهِ وغرائزِهِ أمَّا الإنسان فَإنَّه يتناولها بِـلُغَـتِهِ وفكرِهِ فضلا عن حواسِهِ لذلك فَإنَّ تناولَ الإنسانُ يتصِفُ بالإحاطَةِ والشُّمُوْلِ .
واللُّغَـةُ هِـبَةٌ طبيعيةٌ خصَّ الله بها الإنسان لتكون سبيله إلى عبادة الله , وإلى مَعْرِفَـةِ خَـلْـقِـهِ ومعرفة ذاتِهِ أو ذاتِ الإنسان .
وهي شكل تميز من أشكال السلوك الإنساني إذْ لم يعرف في تاريخ الإنسانية مجتمع بشري لم تكن له لغة خاصة تربط أبناءه ويتبادلون بها المنافع والمقررات من كُلِّ لُـغَـة رموز تشيرُ إلى الدِّيْنِ والقيمِ , والسلوك والمواريث الاجتماعية , والأنشطة المختلفة التي يمارسها الناس في واقع حياتهم اليومية .
ومن هنا كانت اللغة ترجمة حية صادقة بِأُمَّةٍ من الأُمَمِ تَكْشِفُ عن حياتها المادية والروحية والمعنوية معًا.
واللغة أداة اجتماعية يَـسْـتَـعْـمِـلُها المجتمع ليرمز بها لعناصر معيشتِهِ وطرق سلوكِهِ .
واللغةُ أكثرُ طرق الاتصال الإنساني استعمالا فهي رسالة متبادلة بين مُرسل ومستقبِل كلاهما من البشر ولا يبرز خصائص لمجتمع بشيءٍ كاللغةِ التي تعبر بالرمز عن الإنسان وآرثاره الإنسانية والفكرية والوجدانية .
إلا عن طريقِ اللغة فهي السبيل الوحيد إلى اكتشافِ مواصفات الأمة التي تتكلمها ومعرفة خصائص لغتها التي تمثل فكرها وثقافتها .
واللغة تـوحـد مشاعر الأمة الناطقة بها وتجعل من المجتمع بنية واحدة تخضع لقوانين مشتركة وهي لذلك ظاهرة إنسانية اجتماعية بل هي من الظواهر الاجتماعية كلها دليل نشاطها ووعاء تجاربها بل تصتقصي الملامح المميزة لِكلِّ مجتمعٍ , واللغة باعتبارها نظامًـا رمزيًـا .
وتعـد لونًـا من الألوانِ الثقافيةِ فالإنسان له القدرة على استعمالِ الرمز وتطور الثقافة مرتبط ارتباطًا وثيقًـا بقدرة الإنسان على استخدام الرموز وخاصة المتعلقة منها باللغة وقد أدت اللغة على التميز اللغوي إلى أنماط معينة من السلوك .
ولذلك لم تكن اللغة صورة من صور الثقافة فحسب بل أنَّها هي التي تشكلُ الثقافة .