لم تنتهي كرونا البغيضة اللعينه التي أصابتنا بالخوف والهلع وتركت في كل بيت مصيبة من مصائبها (ناعية).
ورغم شعورنا بالأمن والأمان وحكمة الادارة وجودة الاداء في قطاعات كنا نشك فيها وفي كفائتها، إلا أنها نجحت وبامتياز (دون أدنى مجاملة)، وماذاك إلا بفضل الله -سبحانه وتعالى- أولا ثم الإخلاص والشعور بالمسؤولية من قبل المختصين (في شتى المجالات)، مع عدم اغفال تكاتف وتعاون المواطنين؛ مما أدى إلى تحقيق آفضل وأحسن أداء لتخطي الازمة على جميع المستويات الاهلية والحكومية، ولا زالت الدولة تسعى جاهدة في تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية كأفضل دولة من دول المنطقة بل والعالم رغم الالتزامات الكبيرة والأعباء التي يتطلبها دورها ومكانتها على جميع الأصعدة.
إلا أن هناك (للاسف) أصوات نشاز (قلة قليلة) أصبحت تظهر منقادة خلف الناعقين والمغردين من أعداء الوطن يرددون معهم بلا وعي ولا ادراك كل ما فيه إساءة لوطنهم.
إن هؤلاء المغردين المستأجرين حقيقتهم من خارج الوطن ودفعهم لذلك إما الأجر الذي يتقاضونه أو الحقد الذي يدفنونه داخل صدورهم، كما أن بيننا -للأسف الشديد- عددا من المتطرفين مذهبيا يكتمون غيضهم متمنين بعثرة الاوراق لاستعادة مكانتهم المفقودة في الظلال والتظليل.
أثيرت قبل أيام مشكلة الغلاء وما سببته زيادة القيمة المضافة من الأعباء على الناس وهي دعوى وأصوات محقة لا شك ومن وطنيين مخلصين واوفياء إلا أنها ما كادت أن تنتهي إلا وارتفعت اصوات حاقدة كريهة تنفث بالعنصرية وتثير نتنها في كل الأرجاء.
لن يقفون عند هذا الحد بل سيخرج غدا موضوعا ثالثا وآخر رابعا، ولن يسكتها إلا العقل والتعقل وجني العبر وأخذ النصيحة.
إن نعذر الأصوات والأقلام المستاجرة التي تتقاضى ما وعدت به؛ وهو اسلوب عيش دنيء لكنه أصبح مستساغا في ضل تحطم القيم وفساد الأخلاق.
أما أولائك الحاقدين المغردين من الخارج فلن نلومهم لأنهم بحاجة للتنفيس عن نار تشتعل داخلهم؛ ويحاولون لاخمادها بث حقدهم وسمومهم للغير حسداً من أنفسهم ودعما لمن هم على مذهبهم أو شاكلتهم.
أما الأصوات المذهبية المتطرفة والمدسوسة بيننا يحق لها النعيق في محاولة يائسة لاستعادة سلطاتها المفقودة وممارسة شعوذاتها وشعبيتها المفقودة، والمضحك المبكي أنها لم تيأس بعد من خيبات الأمل التي تعرضوا لها؛ لأن اخلاصها وولائها لأسيادها الكبار في الخارج لا زال مستمرا، ويمنون أنفسهم أن تأتى الفرصة المناسبة لنشر الفوضى عندما يتم توجيههم لذلك، وهم بكل سذاجة لا يعلمون أنهم ليسوا سوى أدوات لخدمة اجندة ما (تتخذ الدين غطاء وتزعم حمايته)ولن تكون في مصلحتهم في النهاية.
الذي لا أفهمه ولا أعرفه لماذا انت ايه المواطن المؤمن المخلص الموحد بربك وبوطنك وبقيادتك تقبل الانجرار خلف هؤلاء الاصناف الثلاثة (المستأجَرين، الحاقدين،المذهبيين) وهم من يكيد لك؟
ربما ستبرر لنا أنه تعبير عن خسارتك لتجارتك ونشاطك ومصدر دخلك ولربما يكون لديك بعض الحق فيما تقول، لكن ليس باتباع هؤلاء الأوغاد والسير في نهجهم، واعلم إن فقدت أمنك أو وطنك(لا قدر الله) فذلك أسوأ بكثير من وضعك الحالي مهما بلغ سوئه، وأنتم تعرفون الدمار والشتات الذي رايناه بأعيننا في غيرنا، لاسيما وأنتم ترددون معنا أن أمن هذا البلد خط احمر، لذا يجب عليك البحث عن الدعوم المقدمة إن وجدت أو المطالبة بها وفق القنوات الرسمية والمشروعة لك وعبر الابواب المفتوحة أولا، ثم التفكير في نشاط اخر ذو جدوى لأن أبواب التستر قد أغلقت وطرق الكسب غير المشروع قد أوصدت، او التوقف تماما عن أي نشاط حتى الخروج من الازمة. ربما تقول وكيف أوفي بالالتزامات والديون المترتبة فسأكرر أن عليك المطالبة بالطرق المشروعه ولديك الحق في ذلك كل الحق، لاسيما إن كان عملك مرخصا ومشروعاً ولا غبار عليه، ونضم أصواتنا مع صوتك ونطلب لك ايضا بما تطالب به، والدولة لها علم ودراية بهذه الأنشطة المتضررة وأعتقد أنها حصرت أو سيتم حصرها ولن تبخسك الدولة حقوقك، وهذا بالتاكيد أجدى من الهشتاقات التي تطيع بها الاعداء ولن تقدم لك شيئا.
ولاة الامر ونحن جميعا ندرك صعوبة المرحلة، وندرك الأزمة التي لن تدوم إن شاء الله تعالى ولن تستمر طويلا لكنها تتطلب بعضاً من الصبر والتضحية وشد الأحزمة، ويجب علينا أن نعيد النظر في استثماراتنا وانشطتنا بل واهم من ذلك مصروفاتنا وتغيير طريقة انفاقنا التي تعودنا عليها.
ويبقى رهاننا على الأمن والقيادة والوطن هو الأولوية التي تشغلنا.
أما التغريدات والهشتاقات التي تفوح بالعنصرية والعصبية والقبلية ضد الغير وضد الانسانية فهي من خارج الوطن لاثارة النعرات، أما من الداخل فلن يقولها أو يرددها أو يهمز بها إلا جاهل أحمق يجب نبذه ومحاكمته وردع من يسيء للغير مهما كان ذلك الغير فلدينا من غير السعودين من خدم الوطن ويحبه ويحبنا وهو أفضل منا أصلا وفصلا ودينا واخلاصا ووفاء، وفي النهاية لنتسائل هل هذه حقيقتنا واخلاقنا؟
لكني اعتقد انها نتيجة لعنصرية كرونا وآثار الحجر التي أفقدتنا بعض من العقل والحكمة والاتزان.