وردني سؤالين من د. ابو زنادة تأخرت جداً في الإجابة عليهما،
لا لأني لا أعرف الإجابة عليهما أو للتهرب منهما ،
أنما لانشغالي الجسدي والفكري .
وساحاول الإجابة عليهما .
س (١)
كيف نحول القيم الى سلوكيات ومن ثم الى عادات مكتسبه ؟
أن القيم تبنى بالهمم ، والهمم لا تبنى بالسلوك العشوائي!
السلوك العشوائي أو السلوك الهوائي أو السلوك المزاجي المتقلب ،
متقلب وقد يقلب المنشآت رأساً على عقب.
فإن ساد ذلك السلوك على أشخاص داخل المنشأة تاهت وضلت ،
فالذين يتصفون بالعشوائية السلوكية تفتقد أفعالهم إلى تحقيق هدف محدد ، وزمني مؤرخ ، وأولئك الذين لا يخضع سلوكهم لتفسير معين ، (ولا مربع ولا مثلث ) .
سلوكهم دائري ، بل يتعدى ذلك إلى دائرة مفرغة ، لا يعتبرون بمشاعر الآخرين أو أحاسيسهم عند ردود أفعالهم .
يتجاوزون الحدود ، فيجعلون من حولهم يتحملون فوق طاقاتهم إن كانت طاقاتهم تتحمل .
إن المنشآت والقيادات القادرة على جذب الآخرين الى مدار الهدف ، والذين يستخدمون العقل المتزن والذي يعني إعمال الفكر ، والذي لا يمكن أن يعمل و يتزن إلا بثلاثة أمور
(المعرفة ، والاستنارة ، والموضوعية) .
فالاستنارة هي إزالة كل القيود أمام إعمال الفكر .
والموضوعية هي القراءة الصحيحة وفهم الواقع لتحقيق الأهداف.
كل ذلك الشعور والإحساس الصادق والواعي لدى الفرد بأنه جزء من المنشأة ، وأنه جزء فاعل في تحسين وتطوير الواقع ، والأهم من ذلك المشاطرة وهي : إقتسام الفعل بالشفافية والمصداقية .
كل ذلك سيؤدي إلى الإنتماء حتماً، ومن ثم ينعكس على الولاء لتصبح القيم سلوكاً ممارساً ، يتحول إلى عادة سائدة .
س(٢)
كيف نخلق ثقافه مؤسسيه حول النزاهه .
تخلق ببساطة بالعدالة ، ولست أقصد العدالة الحصول على الحقوق المشروعة فحسب .
أنما أيضاً مساعدة غير القادرين على الحصول على حقوقهم المشروعة .
والتي تتمركز حول شرطين أساسيين والثلاث معها عظيم .
١- القوة ٢- الفاعلية
القوة هي القدرة على الإذعان واللإزام بقدر ما تحمل من القدرة على الإقناع .
الفاعلية : هي القدرة على إنجاز الأهداف وتحقيقها.
بأن تكون الأهداف في مدى محدد ومعلوم سلفاً .
فالقوة هي أحد أهم آليات الإنجاز ، حيث يحتاج الاف٥راد المنوط بهم تحقيق الأهداف، أي الإنجاز الى جذبهم الى مدار الهدف ودفعهم الى تنفيذه وهذا هو المعنى الصحيح للقوة .
عندما ترتبط بالفعالية وتتوحد مع الرغبة الجادة في تحقيق الهدف .
وامتلاك القوة واستخدامها لا يعني امتلاك الصلاحية ، ولكن امتلاك الفعالية والكفاءة هو الدليل الوحيد على امتلاك الصلاحية .
والصلاحية لا تتحقق إلا إذا تحققت الأهداف.
والأهداف تتركز على تحقيق الإشباع للمجموعات ومن ثم تحقق النزاهة .
والهدف الأعظم الثالث ، هو وضع الله في كل عمل يقام وفي كل هدف محدد ، بالصلاة والصلة التي تمكن معناها بأن الأفعال التي نقوم بها تبقى مجرد أفعال، إن تجردت من الصلاة والصلة .
أما إن كان قانونها الصلة والصلاة تحولت من أفعال مجردة إلى أعمال صالحه مقبوله ، (والعمل الصالح يرفعه) سورة فاطر ١٠ .
صالحه، خالصة ، ذات قوة وفعالية تحقق النزاهة وتزيد من الكفاءة والاستحواذ على الفعالية ، لتُنتج منشأت فاعلة وأشخاص فاعلين لمجتمع فعّال ، ذا فعالية وفاعلية.