الكثيرين يعرضون علي العوائق التي تمنعهم من الكتابة وهنا سوف اختصرها في الأمور التالية: أولها الوقت ثم الموضوع ثم الكيفية. بالنسبة للوقت و توفير الوقت الملائم للكاتب فهو امر عسر و لكنه حتمي. بدونه لن تنجز وهذا ينطبق على أي هدف في حياتك، فان وضعت عيناك نصب هدفك فستجد وقت كافي لتنجزه مهما كان وقتك ضيق . الكتابة مثلها مثل صديقك المفضل فاذا اردت لقاء صديقك، فلسوف تفعل مهما كانت ظروفك. من الطبيعي ان تلغي أمورا جانبا او تختصر أوقات أمور أخرى، بالنهاية ستجد وقت. كان عندي نفس الشكوى تقريبا فجدولي مزدحم دائما ما بين العمل والعائلة والمشاريع الخاصة و لكن قدوتي في الموضوع هو الدكتور الشاعر غازي القصيبي رحمه الله . فان كان لدى الدكتور غازي وقتا ليكتب والعالم كله يشهد لإنجازاته و في الوقت نفسه نجح في كتابة العديد من الكتب و دواوين الشعر فأي عذر بالوقت بقي لي!
بالنسبة للموضوع فلا ترهق نفسك كثيرا في اختيار موضوع بعيد عنك، او التميز. التميز يكون بالمحتوى وطريقة طرحه. انظر حولك جيدا و ستجد عشرات المواضيع. هناك أسلوب يسمى بالغريب أي ان تنظر لحياتك وبلادك و عائلتك وكأنك غريب . اسأل نفسك ؟كيف نبدو في نظر الغير. هل لمحت السياح وكيف يلاحظون كل كبيرة و صغيرة بالبلاد. ثم هناك أسلوب الطفل كيف يرى الطفل العالم. اقرأ رواية و انتقدها ثم اكتبها بطريقتك. تسمى هذه بطريقة الناقد. هناك أيضا طريقة فعالة جدا وخاصة لذوي الخيال الخص "ماذا لو" فكر بقضية ماثلة امامك ثم اضف عبارة "ماذا لو" ماذا لو انتصر هتلر" ماذا لو انهزم اليهود" ماذا لو لم تنتهي دولة الاندلس" " ماذا لو ضرب نيزك الأرض فغير محورها، كيف تتغير الأجواء، أي الدول ستكون اقوى"
الموضوع الأخير هو الكيفية. ستقرأ الكثير عن كيفية الكتابة لكني اختصرها عزيزي القارئ في مرحلتين. و ذلك لان عقل الانسان أيمن وأيسر. الأيمن هو جزء الخيال الخصب وهنا أكتب بلا توقف و بلا مراجعة و تسمى بمرحلة الإحساس. أم الأيسر فهو جزء التدقيق وشطب الغير ملائم.
-المرحلة الأولى وهي الإحساس
هنا أكتب بجنون، بلا توقف، أنزف على الورق أصرخ و أبكي وأقتل الأبطال وأمنحهم أجنحة من نور. لا يهم هنا فهي فترة خيال و المهم أن لا تفكر، أكتب فقط بكل طاقتك. هنا يعمل الجزء الأيمن من الدماغ بكامل طاقته. الوصول للوحي الكتابي امر مهم و صعب فهو لا يتسنى لك في جميع الأوقات و الأماكن. أكتب حيث ترتاح نفسك. دع الجوال جانباً بعضهم يحب العزلة رغم أنه يكتب في مكان كثير الإزعاج مثل الأديب الكبير نجيب محفوظ و قهوة الفيشاوي. بعضهم يرتدي ملابس أنيقة عند الكتابة و بعضهم يكتب عاريا. الفكرة لك وحدك تحدد كيف تصل إلى مرحلة الوحي الكتابي.
-المرحلة الثانية و هي مراجعة ما كتبت
هنا لابد ان يتوقف الجزء الأيمن ويقوم الجزء الأيسر من الدماغ بالعمل، انتهت مرحلة العاطفة والاحاسيس، وجاء وقت المنطق الصريح والحبكة المتناسقة. مرحلة التنقيح مرحلة يكرهها كل روائي لان عليه مسح كلام كتبه بصدق لكنه ضروري رغم أنه مؤلم وإلا اختلت روايتك وأستشهد بكلام الكاتب محمد الرطيان" ان لم تكن شجاعا في شطب كلماتك فلن تكتب أفضل منها".
شخصيا كتبت رواية لغز الاصهب وشطبت نصفها ثم اعدت كتابة النصف الآخر بعد جهد كبيرو كان الناتج افضل بكثير من المحاولة الأولى.