يعيش العالم اليوم مع كثير من المأساة، ومن المأساة التي يعيشها العالم اليوم التطرف والإرهاب، وهذا الأمر أدى إلى اتخاذ الجهلة والحمقى ديننا الإسلامي الحنيف تجارة يتاجرون بها ، ويشوهون سمعتها ، حتى صار الآخر ينظر إليها بعين الكراهية والحقد .
فمن هنا قام الباحثون والمحللون للدفاع عن الإسلام من خلال الكتب الثقافية التي تبين لنا مكانة الإسلام والمسلمين في التعامل مع الغير بالحكمة والموعظة الحسنة، فكانت الأميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي سفيرة جزرالقمر سابقاً لدى اليونسكو بذلت جهودها في تاليف كتاب هو الاول من نوعه في عصرنا هذا حول تبيين مؤامرات المتاجرين بالإسلام في قلب المحيط الهندي وكيف استطاعوا نشر ثقافة العنف والكراهية في نفوس المسلمين.
ويظهر في كتابها الجديد خبرتها الخاصة في متابعة القضايا الدينية والسياسية والثقافية وذلك في فصل القول فيما استطاع الاعداء الالتباس بين المصلحين والمفسدين وذلك لزرع الفتنة بين المسلمين.
وذكرت قضية أساسية يثيرها الاعداء اليوم وهي قضية الوهابية ، فاستطاعت ان توضح على أن الوهابية ليست مدرسة أو مذهباً وإنما هي فكرة تصحيح مفهوم العبادة بأن تكون لله وحده دون غيره، وحدث ذلك أيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله -لما رأى كثيراً من العبادات الناس يجعلونها من دون الله كالقبور والأشجار أعادهم إلى العقيدة الصحيحة التي تجعلهم يتعلقون بالله سبحانه وتعالى.
وذكرت الأميرة في كتابها ( ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب ١٧٠٣-١٧٩٢م تحالف مع أمير الدرعية محمد بن سعود ١٧١٠-١٧٦٥م لنصرته على نشر العقيدة الصحيحة في وقت الإمبراطورية العثمانية لاتزال تحتل الشرق الأوسط .
فوضع الامام محمد بن سعود قوة إمارته في خدمة الدعوة وخاض المعارك ضد القبائل الرافضة لها.
ولقد كان تجديد الشيخ محمد بن عبد الوهاب واجتهاده اختيارا في إطار المذهب الحنبلي ، واستدعاء لنصوص ومقولات أعلامه ، وخاصة منهم مؤسس المذهب احمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله -أكثر مما كان إبداعاً فكرياً مبتكرا ).
إن كثيراً من المثقفين تحدثوا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثنوا على جهوده في التجديد والإصلاح
ومن هنا يتطرق الدكتور طه حسين إلى بيان تأسفه الشديد لوجود عوائق منعت دعوة الشيخ عن الوصول إلى مصر والبلاد العربية حينها بسبب الدور التركي (العثماني )والمصري حينها فيقول ( ولولا ان الترك والمصريين اجتمعوا على حرب هذا الفكر الإصلاحي وحاربوه في داره بقوة وأسلحة لاعهد لأهل بها ، لكان المرجو جداً ان يوحد هذا الفكر الاصلاحي كلمة العرب في القرن الثاني عشر للهجرة كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول الهجري.
لقد تبين لنا ان الامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-منهجه اصلاحي في مجال العقيدة الإسلامية، وكان على المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي.
ومن اراد ان يقول غير ذلك فهو يفتري الكذب عليه ، ويوكّد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-كلمته الصادقة في احدى المناسبات على أن المملكة العربية السعودية توصي للاهتمام بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والبحث عن مكانة الشيخ ، وذلك للرد على ينشره الاعداء من التنفير لدعوته باسم الوهابية مع ان دعوته اصلاحية قائمة على احترام المذاهب الأربعة وعدم تكفير المسلمين والالتزام بالكتاب والسنة النبوية الشريفة.