عنوان المقال هو العبارة القاسية التي رد بها رئيس شركة ويسترون يونيون على العالِم جراهام بيل عندما عرض عليه اختراعه (الهاتف)، لم يستسلم جراهام بعدها، بل قام بمحاولات عديدة للتسويق لاختراعه والتعريف به في المجتمعات العلمية والعامة، ولكن النجاح والانطلاق الحقيقي للهاتف بدأ بمشاركة بيل في معرض إكسبو عام ١٨٧٦ بفيلاديلفيا عندما عرض جراهام اختراعه على إمبراطور البرازيل الذي صاح مندهشا: يا إلهي، إنه يتكلم!
وكذلك علقت الملكة فيكتوريا قائلة: إنه العرض الأكثر استثناء. وبعد يوم واحد فقط من مشاركة جراهام في معرض إكسبو، انتشر خبر اختراع الهاتف حول العالم، وفي السنة التالية أنشأ جراهام بيل شركته للهواتف.
يعتبر معرض إكسبو العالمي معرضا علميا تاريخيا، يقترب عمره من أعتاب القرنين، وكان عبارة عن تظاهرة علمية تعرض فيه الابتكارات والاختراعات الجديدة والفريدة، وكان يحظى بزيارة الملوك والأباطرة ورؤساء الدول والسياسيين والعلماء والمثقفين والاقتصاديين، وكانت الدول ومازالت تتنافس وتتباهى باحتضانه، ومع تقادم السنين، لم يعد المعرض يعتمد على المحور العلمي فقط، بل أضحت أيامه وأركانه منوعة مابين الجانب الثقافي والاقتصادي والسياحي والتنموي للبلدان المشاركة، وصار مساحة سانحة لاستقطاب الفرص ومجابهة التحديات.
وباستضافة المملكة العربية السعودية لمعرض إكسبو في ٢٠٣٠ لن يتسنى لمتابعي السعودية التقاط أنفاسهم، ولن تبرح أنظارهم الرياض وهي تواصل السير بخطواتها العملاقة نحو إبهار العالم.