حاولت اختصار العنوان قدر المستطاع، ويبدو أن الشق الثاني من عنوان المقال يوضح المآل ، وكالعادة لابد من قليل من الفلسفة التي تلازمني في دراستي كما في حياتي ( عموماً لن أُشغلكم بحياتي) مع أن المقال والمآل مرتبط إلى حد ما بحياتي .
من جميل التنوع الذي شهدته في العقد الماضي من حياتي ارتباطي بريادة الأعمال تدريباً و إرشاداً وتوجيهاً ، أضف إلى ذلك تفكيراً وهو أعلى مراتب الاهتمام هو ما يزاحم تفكيرك ، ثم تذكيرك !! فتذكرت أني كنت رائد أعمال سابق ، ابيع طراطيع العيد لـ ( عيال الحارة ) ، ففي كل زمان هناك رائد أعمال (الفترة ) أو الحال وتلازم الحاله . و أعتقد أن معظم ابناء ( جيلي ) عمل بها ، ولا أدري أ كانت تلك روح الريادة أم موضه وحالة .. وطراطيع ،، و من هذه (الطراطيع) لا اذكر اني ادخرت مالاً ولم اصبح غنياً ، ويبدو أنها كانت ذريعة لشراء الطراطيع و اللعب بها دون منع ! وجاء المقال ، متسائلاً هل رواد لاعمال الآن يبيعون طراطيع ، أي أنهم مع الموضة والصيحة والهبة؟ أم أنهم مع الاحتياج والابتكار والابداع ، وهو ماجعلني اكتب الشق الثاني من المقال ،الفصول قبل الوصول .
حيث تتشكل عبقرية الإنسان في رحلته المستمرة نحو التطور والتقدم. هي رحلة يتخللها تحقيق الوصول إلى أعماق الإبداع والابتكار، لتثمر ثمارًا تعبق بروح المخاطرة والتحدي. تسعى ريادة الأعمال إلى خلق بيئة مغمورة بالشغف والتفاؤل، تنمو فيها الأفكار الجديدة كالزهور في حقولٍ خصبة. دون أن نُغفلْ اعتقاد رائد الأعمال بمجرد الوصول الى مسمى رائد أعمال يصبح غني ويتصرف وكأنه كذلك أم الوصول إلى الفصول وفلسفة ريادة الأعمال: حيث الوصول إلى الفصول هو مفتاح النجاح في بيئة ريادية. والقدرة على الاستفادة من الفرص المتاحة والتأثير في البيئة لتحقيق النجاح والتميز.
ترتبط هذه الفلسفة بقدرة المشاريع الناشئة على الابتكار والتكيّف والتغيير السريع لتلبية احتياجات السوق والمستهلكين. وسواء فصول أو وصول .. أو حتى طراطيع ، فإن ريادة الأعمال منظومة متكاملة تبنى علي تعزيز ثقافة الابتكار وتفعيل ريادة الأعمال لإنشاء بيئة ريادية وهذا فعلاً ما ادركته السعودية أهمية خلق بيئة ريادية مشجعة للابتكار والاستثمار، وتعمل على توفير البنى التحتية والإجراءات التشريعية والضوابط التنظيمية كما تستند إلى المعرفة والتكنولوجيا،التي تسمح للمبدعين والمبتكرين بتحويل أفكارهم إلى حقائق ملموسة. ولكن يبقى التحدي الأكبر هو تجاوز العقبات التي تواجه ريادة الأعمال. فالمخاطرة والشجاعة هما ركيزتان أساسيتان في هذا المجال.
إن روية السعودية في ريادة الأعمال تعكس رغبتها في أن تكون محورًا للتغيير والتقدم. تسعى لتحقيق الوصول إلى أعلى المستويات في عالم الابتكار والريادة، وتسعى لأن يكون لها دورٌ فاعلٌ في تشكيل المستقبل. فقد حصلت على المركز الثاني عالمياً
حسب المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM)،في نشر ثقافة الإبداع والابتكار والقيادة وريادة الأعمال، وتحفيز وتنمية روح المبادرة لدى الشباب وأصحاب الطموح،
ووفقا للمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة (أداء)، فقد حلت السعودية في المرتبة الثانية عالمياً في: تمويل ريادة الأعمال، الأعراف الاجتماعية والثقافية المشجعة للأعمال، السياسات الحكومية الداعمة للشركات الناشئة،
إذن دورنا أن نعي أهمية تعزيز دور التعليم والتدريب ( التعلم ) في مجال ريادة الأعمال،و تشجيع ثقافة الابتكار وتوفير البيئة الملائمة لازدهار الأعمال الناشئة والمبتكرة.
فالفصول قبل الوصول بالتعليم والتدريب أو والوصول إلى الفصول بركز على ضرورة التنوع الناتج عن الابداع والابتكار لمشاريع مستدامة تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية لا أن تكون مجرد ( طراطيع )
تحياتي
د.عثمان عطا
1 comment
1 ping
بندر الهوساوي
19/11/2023 at 7:49 م[3] Link to this comment
احسنت وابدعت بالختام