جاء في صحيح الخطأ وخطأ الصحيح من ( روايا الراوي) اللي تجاوزت الهقاوي وهي ماتشبع الطاوي
في الصفحة الي (ماتوعي كفحة) وفي (السفر رقم صفر)
أنني زرت مركز طب الأسنان في الباحة برفقة رفيق دربي ولدي عبد العزيز فوجدت حفاوة مديره الأستاذ سعيد غرم الله الغامدي والذي استدعى المدير الطبي د.سامي الغامدي الذي عرفني وعرّف بنفسه فهو من أسرة شاعرة منها الزميلين الشاعرين سعيد وماجد من قرية الغانم
وجاء في صورة الأشعة ضرس العقل المائل قالوا لابد من خلعه لتزرع مكانه وسابقيه كما فعلت في الفك الأيمن
وحولوني للخلع في مستشفى الملك فهد بالباحة فوجدت فيه د.سعيدة إبنة أخي الأستاذ الجليل محمد الطبجي والتي كانت معي بكل اهتمامها ونبلها الذي ورثته من أبيها منذ أن دخلت حتى غادرت المستشفى بدون ضرس🦷 ولا عقل
ووجدت الطبيب الراقي من الشقيقة مصر قال:
سلامات يافندم
قلت: الله يسلمك
قال:سمعت إنك شاعر
قلت :(أنا شاعر بوجودك يا باشة)
مات ضحك
وقال لسعيدة : اليوم مش حنخلص
وعندما أعد حقنة البنج قلت له:
لا لا خلع أسناني كلها أهون عندي من وجع شكة الإبرة
أرجوك خدرني بأي طريقة
آنا عندي (فوبيا الإبر منذ الصغر )
حقن فكي الأيسر بواحدة وثانية وثالثة وأنا صامد كالأسد فقط سقطت من عيني كم دمعة بلا صوت
وبعد تمكن البنج مني أخذ أدواته وشرع في الخلع الذي تحول إلى عملية استمرات قرابة الساعة ثم أراني ضرسي المخلوع في كماشته وبقايا الدماء عليه وضع قطنة لايقاف النزيف وعندما رفعها انفرطت من مكان الضرس بكرتان من ورق الكاشير الصغير الذي تظهر عليه الفواتير في المحلات التجارية
انفرط الرول ونحن في ذهول تراجع الطبيب خرج الشريط الأول من الورق من الشباك الأيمن والثاني من الشباك الأيسر
سأل الطبيب: (أي ده يا أستاز ) ؟؟!
وكأنما يحدّث أبكما
(رد الضرس من الكماشة)
بصوت متلعثم والدماء مازالت فيه
فهمنا منه أنه يريد من الطبيب ينزله من الكماشة ليتمكن من الحديث
وعندما وضعه على المنشفة التي عليها أدواته الطبية قال الضرس :
يادكتور
أما الشريط الأول ففيه بيان كل ما أكل عليّ هذا النّهم منذ حليب أمه (ثريا) رحمها الله إلى صينية البطاطس بالدجاج بالفرن التي هرسها البارحة وقيمة كل لقمة أكلها عليّ أنا ورفاقي الذين مازالوا في فمه
ليعرف قيمتنا ويشكر الله علينا
وأما الشريط الثاني ففيه كل مانطق من شعر ونحن نسمع ونرى وكل ما همس به أوفكر فيه وأنتم لا تعلمون عنه إلا ما ظهرمنه ليعلم أننا معه نسمع ونرى وكل شيءٍ عندنا محفوظ ومكتوب
استمرت البكرتان في الإنفراط زمنا لاندري كم كان بالساعات بالأيام بالأعوام وأنا وهو وسعيدة في ذهول،
ومع أخر ورقة صرخت رد الأوراق ردها أرجوك قهقه ضرسي وهو يقول :
لاتخف
ستطوف الدنيا كلها وتمر على كل الخلق والأماكن وتمر على ( ضرس جدك الشاعر الفرزدق )رحمه الله وتعود إليك .
خاط الطبيب الجرح الكبير
وأعطاني التعليماته المعتاده
بقي النزيف ثلاثة أيام بلياليهن لم يتوقف ،
واليوم أنا بحمد الله بخير
وأبحث عن الأوراق فمن وجد شيئًا منها فليكرمني به أكرمكم الله حماكم من كل داء وبلاء.
أما الضرس الضريس فقد رميت بقاياه (لعين الشمس ) وجاءتني صور من كوكب ( بكش ماشي) أنه تحول إلى قصر من ألف طابق مجهز بأحداث الأثات والتقنيات والتحف مترع بالجواري والخدم يتوسط غابة من أجمل الأشجار يانعة الثمار وكل ما لم يخطر على البال من ورود وزهور ورياحين
وقريبا سأنتقل إليه وأدعوكم لوليمة تفوق الخيال..