الحمد لله القائل{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}، والصلاة والسلام على رسول لله القائل «ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، فأقول
فقد تكون الكتابة عن الأشخاص الذين يتحلون بكثير من الصفات والمزايا الحسنة من أصعب الأمور ولاسيما إذا كان هذا الشخص قريباً من القلب وساكناً في الفؤاد وتُعدُ مسيرة حياته مثالا للصبر والجود والكرم وصلة الرحم وحسن الخلق والوفاء والوقفة عند الشدّة، ذلكم هو الاخ والصديق *عبدالمحسن بن محسن بن صالح العولقي رحمه الله رحمة واسعة*
الذي انتقل بإذن الله تعالى إلى رحمة الله هذا الأسبوع بعد حادث أليم صدمته سيارة طائشة وهو واقف بجوار الحيّ،وفي لحظة ولمحة بصر،رحل عنا،وعن هذه الدنيا الفانية إلى جوار خالقه عز وجل وبقيت ذكراه وسيرته العطرة التي لازمته منذ أن عرفناه وهو على نهجه وبشاشته نفسها، لم يتغير ولم تغيره تقلبات الدنيا وأحوالها وزخرفها وزينتها، أحبه الصغير والكبير، والقريب والبعيد وزملاء العمل، لطيبته ونقاء سريرته وشهامته وكرمه وحبه للآخرين ووقوفه مع أقاربه وأحبابه وأصدقائه في أحلك الظروف وأصعب المواقف ونحن شهداء الله في الارض، فنعم الرجل ونعم من عرفته هو وإخوانه.
رحمك الله أبا كمال فلقد فقد الجميع برحيلك المفاجئ كثيرا من هذه الصفات وذلك فضل الله الذي اختصك به فأنت أنت على هذا المنوال منذ أن عرفناك، وعرفك جميع من زاملك في العمل بشركة ارامكو السعودية، وأنت دؤوب مخلص في عملك طيلة فترة عملك حتى تقاعدك، فخرجت منهما محبوباً من الجميع.
و أخيراً.. هذا عزائي الحار لإخوانه واهله جميعاً،
فأسأل الله أن يجعل قبرك يا أبا كمال روضة من رياض الجنة وأن يغفرلك يوم حشرك وأن يجبر مصاب أخوانك الدكتور محمد والأستاذ أحمد العولقي ، وزوجتك وابنائك وأحفادك وأقاربك وأرحامك وأحبابك على فراقك، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)
*همسة*
فوالله ماكان الفراق بخاطري ولكن تصريف الزمان عجيب
جرى قلم الباري علينا ببعدكم وهذا قدر الله فالنفُس تطيبُ
فان كانت الاجساد منا تباعدت فان المدى بين القلوب قريبُ
وان غبتموا عن عيني جفى النوم خاطري وعيش بلا الاحباب كيف يطيبُ رحمك الله يا أبا كمال ياصاحب الطيِبُ