تأليف اللواء الركن م. الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود .
سنة الله في خلقه أن يكون الصالحون من بينهم، أولئك الأخيار الذين اختاروا طريق الحق فوفقهم المولى العظيم ،فحققوا السلام والاستقرار للبلاد والعباد .
ولايخلو زمان عنهم مهما انتشر الظلم والفساد، الجد والاجتهاد دورهم ، الصدق والوفاء والأمانة والاخلاص للوطن والمواطن شعارهم .
وما أن اقتربت فرحة اليوم الوطني ٩٢ لتوحيد الملك الصالح المصلح والإمام العادل عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه- الجزيرة العربية ، لتحمل المملكة العربية السعودية اسمًا لها تهتز النفوس طربًا واستبشارا لاستقبال المناسبة التاريخية العظيمة.
فمن هنا استطاع صاحب السمو الملكي الامير اللواء الركن م الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود - حفظه الله- أن يحرك قلوبنا ، ويثير عواطفنا بقراءة ما حركته فيه الأنامل بخط قلمه من صفات الملك عبد العزيز ومكارم أخلاقه في كتابه الكريم الذي يعد هو الأولى من نوعه في أيامنا لصغر حجمه وغزارة مادته وعظم فوائده .
إن الحديث عن الملك عبد العزيز هو حديث طويل ، لأن معركته في محاربة الفساد واستتباب الامن طويلة ، ذكر ذلك لاينتهي على ممر الأيام والازمان .
لقد اختار صاحب السمو اللواء الركن بندر بن عبدالله بن تركي ال سعود صفة عظيمة بل هي الصفة الرئيسية التي تحلى بها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في إرساء وتثبيت الاستقرار في المملكة العربية السعودية ، وهي صفة العدل ، لأن العدل إذا توفر ونال كل ذي حق حقه ، عم السلام ورفرفت راية الأمن والأمان ، كان هو الحكم الرشيد .
القصص التي أسردها سموه الكريم عن الملك عبدالعزيز نحو العدل كثيرة ، والحكايات التاريخية عن عدله في إنصاف المظلومين وردع الظالمين عظيمة ، وذلك نتيجة تحكيمه لشرع الله سبحانه وتعالى المنبثق من الكتاب والسنة .
ولايسعنا المجال لذكر الحكايات والقصص عن الملك عبد العزير لكثرتها ، ولكن استوقفتني عبارات نطق بها تؤكد للجميع إيمانه العميق ، وصلته القوية مع الله ، ووفاءه لوطنه وشعبه العظيم وهي ( إنني رجل سلفي ، وعقيدتي هي السلفية ، التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة.
أما قدوتنا إن شاء الله ، فهو عمر بن الخطاب في الخلفاء الراشدين ، ذلك الإمام الذي حمل الدقيق على ظهره لإحدى أرامل المسلمين ، وفي الأمويين عمر بن عبدالعزيز الذي ضُرِبَ بعدله وزهده المثل ، وإنني أود أن نفني أنا وأولادي في سبيل الله )..
كلمات إيمانية تشهد له بالطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين في عدلهم وزهدهم مثل عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز فأتم الله له أمنيته بأبنائه القادة من بعده ،من على نهجه ساروا ، وعلى آثاره اقتفوا ، خدمة الحرمين الشريفين الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان الخير في عهدنا الميمون .
مناسبة اليوم الوطني السعودي ٩٢ هي سعودية من حيث التبعية ، ولكنها عالمية من حيث الغاية والأهداف ، لأنها مملكة الانسانية للقيام بخدمتها دون النظر إلى لون وانتماء .
وهذا الكتاب الذي يعجز اللسان عن وصفه ، والقلم عن إخراج فوائده ليذكرنا بعبقرية صاحب السمو اللواء الركن بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود ووفائه لدينه ووطنه ، ولاسيما أنه من الأسرة المالكة الكريمة الرشيدة الحكيمة التي استطاعت أن تحقق العدل والسلام في الداخل والخارج تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله .
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا