تعد دراسة استشراف المستقبل في مفهومها الاستقصائي في إيجاد الاحتمالات والخيارات المختلفة لتفكيك الظواهر والمتغيرات وإعادة تركيبها بغية إيجاد حلول عملية لجملة من القضايا المعاصرة الملحة، وذلك بالسعي في إصلاح المجتمع بعلاج الأزمات التي تعترضه والسعي في وضع اليد على أبرز التحديات والمشكلات وكيفية تلافيها قبل وقوعها أو التقليل من اخطارها بعد وقوعها.
وتعتمد في إستمداد معطياتها العلمية والعملية من القيم الإسلامية وذلك من باب التعاون على البر والتقوى ، وذلك لزرع الأمل في نفوس المسلمين والتفاؤل بمستقبلهم ثقة بالله تعالى في الاعتماد عليه ثم الأخذ بالأسباب المشروعة .
حيث تواجه الحكومات تحديات عاصفة بازدياد تهديدات الإرهاب الإلكتروني بسبب انتشار استخدام الإنترنت باستمرار وبسبب النمو الصاعد لتقنيات الحواسيب فقامت الحكومة السعودية وكافة الحكومات بالمراقبة عبر الانترنت ، ولكن بالرغم من ذلك هناك عقبات تواجه هذي المراقبة حيث أن الكثير من الشركات والتطبيقات تقوم بعمل تشفير لحماية الخصوصية للمستخدمين لها وهنا يقوم الإرهابيون بالتنقل عبر المنصات المشفرة التي توفر أعلى درجات الحماية.
ومن أجل ذلك قامت القطاعات الحكومية في جميع أنحاء العالم بإطلاق أنظمة وقوانين وبرامج وسياسات صارمة حتى تقف وتواجه هذه التهديدات الإرهابية ، ولكنها تظل بالرغم من هذه الجهود معارك صعبة تحتاج للكثير من الجهد والعمل والمكافحة والمراقبة، خصوصا ونحن في وقت كثر فيه التطور والتحديث وكثرة فيه الآثار السلبية لهذه التهديدات على المجتمع والفرد وطالت أيضا الشركات واختراق خصوصيتها ومعلوماتها.
وما يحصل من استخدام الإرهاب الإلكتروني وفي طرقه المتنوعة وذلك باستغلال الأطفال والفئات العمرية للشباب بالألعاب إلكترونية نظرا لافتقارها لعناصر الرقابة من أولياء أمورهم والجلوس عليها الأوقات الطويلة بحجة قضاء أوقات الراحة في هذه الألعاب بدلا من الخروج من منازلهم ، والتي تتميز بنشر العنف ونشر طرق الجريمة ، كما تقوم بنشر رسائل الكراهية للمجتمع ، ومما يحصل فيه فساد لعقائدهم وأفكارهم مما يسبب قيامهم بأعمال تخريبية وهم لا يعلمون .
وما تقوم به وزارة الداخلية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه عن طريق العمليات الاستباقية لتعقب تلك المواقع وحجبها ومنع انتشارها عبر منصات ونوافذ البيع .
حمى الله البلاد والعباد من كل شر ومكروه.
بقلم : خالد بن مرزوق الدوسري
باحث دكتوراه في قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.