ظاهرة التطرف والارهاب اليوم اتسعت دائرتها اليوم بأسباب كثيرة، يتجاهل عنها الكثير رغم انهم يعرفون حقائقها ، فيجعلون السبب الرئيسي في تحليلاتهم المسألة الدينية فقط، مع أن الأسباب الحقيقية لاتعد ولاتحصى ،
إن من أبرز تلك الأسباب بل من أهمها النفوذ الاقتصادي ، وهو يشكل جزاءا كبيرا في تنامي ظاهرة التطرف والارهاب ، وذلك أن بعض الدول الكبرى توقد نار الحروب بين الدول ،فيصير أبناء الشعب الواحد يتقاتلون كما نرى بعد الغزو الأمريكي للعراق ، وما يسمى بالربيع العربي ، ليشمل سوريا إضافة إلى اليمن.
وبعدما نعود إلى الوراء نجد أن ظهور الثورة المجوسية الإيرانية هي ثورة تم طبخ طعامها في الغرب ، وتوزيع الطعام من النظام الملالي إلى العالم لتوافق الاهداف والغايات بين الجانبين .
ولكن هناك من وهبها الله نور البصيرة ، وغاصت في لجج البحار فكانت ممن حُمِلَتْ في سفينة النجاة ، وَوُقِيَتْ من جميع الآفات ، إنها المملكة العربية السعودية ، قبلتنا جميعا ، مهبط وحي الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
إيران قيامها بثورتها المزعومة هدفها الأساسي زعزعة الامن والاستقرار في المملكة العربية السعودية ، لتحقيق المشروع الصفوي على مرأى ومسمع الدول الغربية .
واجهت السعودية التحديات الغربية بحكمة كبيرة ، فقامت بتعزيز التعاون الخليجي ، ودعم القضية الفلسطينية ، وشرعية اليمن ونشر السلام .
وتجلى التأثير الإيجابي السعودي الخليجي في التصدي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها مملكة البحرين في مارس ٢٠١١م بمؤامرة ودعم من إيران ، فقادت السعودية ( درع الجزيرة ) بقوات عسكرية بلغ عدها ١٢٠٠ عسكريا
إلى مملكة البحرين في اعادة الأمن والاستقرار فيها .
لعبت السعودية دورا محوريا في الحفاظ على التماسك داخل منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، بعد طي صفحة الخلاف مع قطر بموجب اتفاق العلا خلال القمة الخليجية ال 41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية ٥ يناير ٢٠٢١م
وبعد مقتل الصحفي السعودي في تركيا جمال خاشقجي رحمه الله بعض الأطراف الأمريكية وحلفائها استغلت الفرصة لتسييس القضية مع أن القضية سعودية قبل ان يكون صحفيا فهو مواطن سعودي ، من حق السعودية القاء العدالة وردع الجناة ، وهذا ماتم في القضية ،فلم يتحقق سعي الأطراف مع الحلفاء ضد السعودية .
وفي أزمة كورونا اتخذت السعودية موقفًا عظيما في مواجهة الازمة ، وبذلت جهودها في الداخل والخارج ، فجميع المستشفيات تم تجهيزها بأحدث التقنيات لمواجهتها دون تفريق بين مواطن ومقيم وزائر .
وفي الخارج أرسلت الطواقم الطبية إلى أوروبا للمشاركة في علاج وتخفيف ألام المصابين ، وظهر ذلك في فرنسا وسويسرا حيث بلع عدد الأطباء السعوديين في مستشفياتها ٢٦٠ طبيبا .
وبعد ما نجحت السعودية في محاربة التطرف والارهاب ، ونجت من بركان الثورة الايرانية ، وفشل الغرب بعد ما أراد مايسمى بالربيع العربي ليكون مفتاحا لهم للسيطرة على الخليج وعلى رأسها السعودية .
وبعد وقوع ازمة اوكرانيا مع روسيا تقف الولايات المتحدة الامريكبة وحلفائها بتوجيه تهديدات للمملكة العربية السعودية بعزلها دوليا وفرض عقوبات اقتصادية لتغير موقفها الثابت نحو سياستها النفطية ، فلم يزيدها إلا الثبات أمام تلك التهديدات السخيفة التي لاتعبر إلا إلى فشل سياسة ادار ة بايدن.
لقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية (بسبب موقف الارادة الامريكية الحالية .. فقد رفض ولي العد السعودي الامير محمد بن سلمان طلبات الرئيس الامريكي بايدن بضخ المزيد من النفط.. ورفض الرد من مكالماته هاتفية من الرئيس الاميركي).
إنه موقف عظيم وصريح من شخصية سياسية عبقرية في تاريخنا الحديث .
ولي العهد اراد توجيه رسالة إلى أمريكا على أن المملكة تتعامل مع الدول وسيادتها لامع الأشخاص وسياساتهم .
ظنت الولايات المتحدة الامريكية ان السعودية وليدة اليوم ، هي وُجِدَتْ قبل الاف السنين ، ولها حضاراتها ، واعظمها حضارة الاسلام ، تلك الحضارة التي انطلقت من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى العالم ، وأرست قواعد السلام لانها في خدمة الانسانية جمعاء دون النظر الى لون وانتما .
إذا كانت القرون الماضية لها زعماؤها الذين سجل لهم التاريخ مناقبهم وآثارهم فنحن في هذا العصر يشهد لولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظهما الله موهبته الفكرية والثقافية والسياسية ، إضافة إلى جديته في مواجهة التحديات بعزم وقوة وحكمة وهمة.
وهذا ليس بغريب فهو بن سلمان خادم الحرمين الشريفين، ورائد الاعمال الانسانية في العالم اجمع .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا