لا زلنا نحاول الخروج من الماضي الجميل ؛ الذي أخرج لنا العديد من الممثلين و الكُتّاب والمخرجين ، وليومك هذا وإن صح التعبير -أكثر فأكثر- لغدًا نشاهد مسلسلاتهم وكأنّنا نُشاهدها لأول مرة ،نرى تفوقها الصريح على ما يُقدم في وقتنا الحاضر.
التطور على صعيد الكتابة والإخراج ملموس وملحوظ مع تقدم الزمان -في كل العالم- وهذا هو البديهي ؛ ولكن ما نشاهده عكس تمامًا رجوعُنا بالزمان للوراء هو التطور في الإخرج والكتابة بختلاف الالوان فقط ولكن لماذا ماضينا أجمل بكثير من حاضرنا الدرامي؟
تساؤل لابد أن تقف قليلًا وتطرح إجابة منطقية أمام التساؤل ..و أنا ها هنا سأطرح رأيي المتواضع وهو أن سبب تفوق الماضي يعود إلى الإهتمام في الرسالة الإعلامية المقدمة وتناغمها مع أدوار الممثلين والرغبة الكبيرة المصاحبة للعمل ,والحرص الشديد لذائقة المشاهد بإعتباره العنصر الأساسي والفعّال في الحقل الإنتاجي.
كما أن وجود المسرح في ذلك الحين أثر نيّر في اتاحة الفرصة أمام طلاب المدارس وامتد ذلك للجامعات والمعاهد والأندية الرياضية , حتى أنه يمكننا القول بأنه لا يوجد سعودي لم يشارك في مسرحية واحدة على الأقل في الثمانينيات والتسعينيات الهجريّة.
وعندما نشاهد اليوم "مغنين" او " مغنيات" يقومون بأدوار تمثيلية رئيسية في مسلسلاتنا الخليجية -نظرًا لما يملكونه من شعبيّة كبيره- ولا يملكون أدنى خلفية درامية عندها نَجزُم أن الرسائل الإعلامية المطروحة تُقتلعُ من جذورِها وتأتي المادة "الفلوس" على رأس أولويات الإنتاج الخليجي.
وفي الختام يجب أن نقف وقفه إجلال وإحترام لأعمالنا السابقة و نجاحتنا وأن نطور محتوانا الدرامي والكتابي بشكل يجذب جمهورنا , الذي افتقدناه بعد سنين عِجاف في الدراما الخليجية و سقطة ورى سقطة , نتمنى أن تكون السقطات خير لوقوفنا و صعودُنا للقمة وهذا ما نطمح إليه.