الاعلام وسيلة رئيسة إجتماعية للتواصل مع الجماهير ، ويكون بوسائل مختلفة من صحافة واذاعة وتلفزيون ، كما أن الإعلام يكون بمجموعة من الوسائل التي تؤثر على نطاق كبير من الأفراد كالإنترنت والمجلات.
فلما كان حديثنا عن التلفاز وهو من الوسائل الإعلامية التي تعتمد على عرض الصوت والصورة والأحداث مباشرة للأفراد ، وتظهر أهميته بسبب قدرته على الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس في أنحاء العالم تتنافس فيه الدول في توظيفه توظيفا يحقق لها النجاح الكبير في سياستها الثقافية والاقتصادية كان عنصرا اساسيا في الحياة لاغنى عنه.
إن المملكة العربية السعودية نظرت إلى الإعلام نظرة واضحة المعالم ، وأدركت دوره في خدمة المجتمع ولاسيما المملكة التي ترتبط مع المسلمين جميعا في مشارق الارض ومغاربها من خلال الحرمين الشريفين لنقل رسالتهما الإسلامية من حج وعمرة وزيارة إلى العالم، فمن هنا كان التلفزيون أعظم وسيلة لتحقيق ذلك .
لقد بدأ أول مشروع تلفزيوني سعودي في المملكة العربية السعودية في البيان الذي أذاعه الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - ١٣٨٢هـ (١٩٦٢) لما كان وليًا للعهد ورئيسا لمجلس الوزارء في الثاني من جمادى الاخرة ، حيث اعتزم الأخذ بهذه الوسيلة إلى الترفيه البرئ غير المتعارض مع الشريعة الاسلامية وأخلاق المجتمع السعودي .
وقد بدأ بث أول إرسال تلفزيوني تجريبي - غير ملون - في محطتي جدة والرياض في التاسع من شهر ربيع الأول ١٣٨٥هـ/ ١٩٦٥م .
وكان هذا المنطلق في وقت يحتاج المشروع إلى خبراء مختصين في مجال التلفزة سواء من الناحية الفنية أو الفكرية .
وهانحن في عصر الثقافة الرقمية التي باتت اليوم الركن الاساسي في تحقيق التطور بالمجالات المختلفة نجد أن المملكة العربية السعودية تقدمت في هذا الجانب ، وذلك مما أدى إلى تطوير الإعلام ولاسيما الاعلام المرئي ، فكثرت القنوات التلفزيونية السعودية بشكل كبير لتلبية مطالب المواطن والمقيم عبر القنوات التلفزيونية.
ولاننسى دور التلفزيون في جذب الجمهور إلى المشاهدة ، وفي كل يوم تتجدد القضايا المختلفة الوطنية والإقليمية والدولية كظاهرة الإرهاب والتطرف ، تلك الظاهرة التي شوهت سمعة ديننا الحنيف أمام الأخر ، وصار الآخر ينظر الينا نظرة الكراهية والبغضاء .
ولما كانت المملكة العربية السعودية هي رائدة التضامن الاسلامي لخدمتها للحرمين الشريفين اهتمت بمحاربة الارهاب والتطرف ودعم الوسطية والاعتدال اهتمامًا عظيما ، وكان الاهتمام الاعلامي السعودي له دوره الكبير من خلال التلفزيون ، فجاء دور المملكة بانشاء قناة ٢٤ سعودي لتكون قناة اعلامية تقوم بالجانب الاعلام الفكري ببرامجها المختلفة من الندوات واللقاءات والحوارات لتصحيح المفاهيم الفكرية السيئة التي دخلت في مجتمعنا وغيرت مبادئنا الأساسية القائمة على احترام الإنسانية بغض النظر عن اللون والانتماء.
وإذا رجعنا الى تاريخ إنشاء قناة ٢٤ سعودي وجدناها تم ذلك في عام ٢٠١٥م وهي حققت نجاحًا إعلاميًا كبيرا وذلك بفضل الله ثم جهود القائمين عليها ببرامجها المتميزة وعلى رأسهم عميد الإعلاميين السعوديين الإعلامي المبدع من جمع بين الأصالة والمعاصرة ، ووقف أمام ملوك المملكة العربية السعودية مؤديًا رسالته الإعلامية ، ونال ثقة القيادة الرشيدة في كل عصر الدكتور سليمان بن محمد العيدي حفظه الله.
وكذلك بقية زملائه الكرام الذين هم يعجز القلم عن ذكر أسمائهم ودورهم في إحياء رسالة القناة .
جاءت قناة ٢٤ سعودي لتكون هي من تفند دعايات قناة الجزيرة الكاذبة والمزاعم الباطلة ضد المملكة العربية السعودية التي وقفت في خدمة الإنسانية منذ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
ومادامت الجزيرة هي منبر المتطرفين الإرهابين لنشر الفتن وتوزيعها استطاعت ان تجمع بين التحالف الإيراني التركي لاستخدامه.
فكانت ٢٤ سعودي هي من أدركت خطورة الإرهاب ووقفت في مواجهتها سواء من الإخوان او من نظام الملالي ،
ما حققته القناة تأتي لتؤكد للجميع على أن الإعلام السعودي وقف اليوم في خدمة الانسانية من خلال وسائله المتعددة ومنها قناة ٢٤سعودي.
بقلم الشيخ : نورالدين بن محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا