شيء ما يتسلق على ظهري ويتشبث برقبتي بقوة محاولا خنقي ويأبى ان يفلتني ..
حدوث المعجزات امر نادر جدا ولكنها تحدث .
يعيش المؤمنون على فكرة ظهور البطل المخلّص والمنقذ في اللحظات الأخيرة قبل الفناء
ويرتبطون به روحياً ويصلون لظهوره كل ليلة .
وبينما تمضي بهم الايام وهم يتساقطون واحداً تلو الأخر قد لا يحدث شيء البتة .
هذا المونولوج المسرحي الذي يطغى عليه طابع الايمان و الامل الشديد ينضب مع الوقت وتموت فكرة البطل الخالد الذي يظهر في اخر النص ولا يموت ، فيموت بالتدريج ويصبح بقاءه مستحيلا .
الصراع النفسي الذي يعيشه المؤمن بين الايمان بفكرة ظهور المخلّص من عدمها كافية بجعله مجرد مونولوج نفسي قد يكون غير قابل للبقاء والصمود فينتهي به الامر مسحوقاً تحت وطأة اليأس ..
ومن منطلق المعاناة الواقعية التي تعايشها رقبتي كل ليلة كنت انتظر المخلّص الذي ينزع بيده المباركة ذاك الشيء الذي يتسلق ظهري ويتشبث برقبتي محاولا قتلي بكل اصرار ولكنه لم يظهر الى الان ..
قرأت مرة لفريدريك نيتشه أن الأمل في الواقع هو اسوأ أنواع الشرور لأنه يطيل عذاب الأنسان ، وأجدني من داخلي اصبحت أتفق معه في هذه النقطة بالرغم من أني من ممن يعارضون عدميته ، ولكن المؤسف هنا بأنه لم يذكر طريقة للتغلب على الأمل الكاذب ، وبالتالي لا يوجد سوى حلين ، أما انتظار الموت أو انتظار المخلّص ، بغض النظر عن ماهية هذا المخلّص التي قد تكون اساساً ضرباً من المواساة الزائفة والتي لا تنفع لشيء سوى اطالة العذاب بصمت محذق .
يرى البعض ان البقاء على قيد الأمل هو البقاء على قيد الحياة ، ولكن ماذا لو لم تكن لديك رغبة بالبقاء من الأساس ؟
بقلم / رحاب العميري