معظم قادة فلسطين خونة والتاريخ يشهد بذلك إلا من رحم الله ومع ذلك لَم يسلم النزيه الحر من اغتيال او اعتقال .. وهم سلسلةمن الخونة وراء استمرار القضية الفلسطينية لأنها مصدر ثراء على الدوام لأرصدتهم سواء من الجانب الاسرائيلي او العربي وبالذات الخليجي فيه
لذلك تجدهم انقسموا حركات وفصائل متناحرة فيما بينهم كالدمى تحركهم قوى الشر بطريقة مخزية ومكشوفة ، فكل المطلوب لدخول المنظومة إنعدام الضمير ونزعة خيانة والأهم مهارة تمثيل إبداعية تخولهم المشاركة في مسرحية ( الكظية الفلسطينية ) كمناضلين عظماء
ماقصرت دول الخليج معهم والسعودية بالذات على مر التاريخ ومواقفهم السياسية ثابتة وموثقة والدعم المادي مستمر رغم سوء مواقفهم .. ومن النتائج الصادمة للعالم عند رحيل ياسر عرفات تركه ثروة ضخمة بمليارات الدولارات هي محصلة جولات تسوله بين الدول التي تعاطفت معه ، وحرص الخلف الجاحد أبومازن على تقسيمها بأسم السلطة الفلسطينية مع زوجة عرفات وإبنته
فماذا افاد بها أبومازن ورفاقه الشعب الفلسطيني ؟
وماذا قدمت سهى عرفات وابنتها لوطنهم ؟
يستفزنا كمسلمين وعرب عندما تتناقل مقاطع وصور لقاءات قادة السلطة والحركات الفسلطينية بقادة اسرائيل في آجواء يسودها التصالح والضحك والاحتضان والبوس في تل أبيب وغيرها ..
ونتسال أيعقل بين هؤلاء خلاف مصيري على وطن ؟
للأسف قادة خونة صوروا لنا على مدى سنوات نزاعهم مع الاسرائليين حد الموت ورفعوا شعارات العداء أمام العالم .. وهم يلتقون بالآحضان معهم ومع ثنائي الشر ايران وحزب الله بالمنطقة لتعزيز الاحتلال وتأمين حياتهم وتنفيذ مخطط الفرس واليهود عليهم لعنة الله
شاهدت مقطع بتصوير اسرائيلي يوضح عرفات وهو يرسم نجمة اسرائيل على مخطط ويوقّع عليه للتاريخ ..
ويلحقه للمناضل أبومازن في تصريحه الشهير والذي انطربوا وصفقوا له قادة اليهود في لحظتها بالمجلس ونقله التلفزيون الاسرائيلي فقال ( اسرائيل ولدت لتبقى )
للأسف ألتزمنا في المملكة قيادة وشعب بالوقوف ضد المحتل الغاشم فلم نقبل التطبيع معه ولا حتى مجرد المصافحة اليدوية أو الأشتراك بحدث يكون طرف فيه على كافة الأصعدة منها السياسية والرياضية وغيرها طيلة عمر القضية التي تجاوزت المئة عام .. وكان من أبرز مواقف قادتنا تجاه القضية موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عند لقاء الرئيس الفرنسي شارل ديجول والذي أقنعه فيه بوقف تصدير السلاح لإسرائيل بعقلية ذكية ومثقفة تاريخيا حيث :
قال ديجول: يتحدث النّاس أنكّم يا جلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحدٌ في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
أجاب الملك فيصل: يا فخامة الرئيس، أنا أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل باريس، وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وكل فرنسا استسلمت إلاّ (أنت) انسحبت مع الجيش الانجليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه؛ فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ؛ فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي!! وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً.
ثم استأنف ديجول: يا جلالة الملك، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
أجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس، أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاؤوا من مصر! غـزاة فاتحيـن، حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال؟! فكيف تقول إن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟! أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما؟! ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها. قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها!! أجاب الفيصل: غريب!! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاؤوا يطالبونك بحق الولادة في باريس!! فمسكينة باريس!! لا أدري لمن ســـتكون؟!
سكت شارل ديجول وضرب الجرس مستدعياً (بومبيدو) وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج
وقال ديجول: الآن فهمت القضية الفلسطينية أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل
ونجح الفيصل في مهمته وعاد منصوراً بوقف السلاح الفرنسي عن الصهاينة المحتلين حيث كانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليس أمريكية