عند أي نقاش أو حديث يهدف إلى تمكين المرأة للقيام بدورها في الأسرة والمجتمع، يتهم من يتحدث بهذا ويوصم بالليبرالية والعلمانية، وأنه من دعاة الفكر الضال الذي يريد أن ينال من مكانة المرأه التي شرفها الإسلام ورفع مكانتها، بينما هو نفس المتحدث يريد أن يسلبها حتى انسانيتها ويجعلها لا شيء تكون.
إن إعطاء الفرصة الإجتماعية للجنسين الذكر والأنثى ليس يعني بالضرورة المساواة، بقدر ما يعني إعطاء كل منهما (الجنسين) أدواره ووظائفه الإجتماعية التي هيأه خالقه لأدائها.
إن أهم لبنة في هذا البناء هي الأسرة وتماسكها وتبادل الأدوار وتكاملها بين الرجل والمرأة.
هذه اللبنة التي حرص الإسلام على قوتها وتماسكها وصلابتها ووضع عشرات الأحكام لبنائها وحمايتها ..
اهتمام الاسلام بالمرأة بشموليته أنضج وأرقى من اي عادات وتقاليد ذكورية متراكمة عبر العصور كان لها دور سلبي كبير في تحجيم دور المرأة، ويتهم الدين والإسلام وهو منها براء، ويتم الاستقواء وإضافة المشروعية وشرعنة الفكره التراثية المتكونه من العادات والتقاليد باقتطاع ما يحلو لهم من حديث أو نص أحد الشراح لا الشارح يفهمه ولا المشروح له سيعقل الدلالة اللفظية واللغوية فيه، أو حادثة القول أو الحديث (الزمكانية)، بل ولا يعلم هل هذا الحديث تم تخريجة واسناده بشكل صحيح أو هو حسب اجتهاد بعض رواته!
ليس لنا ان نطعن فيمن سبقونا بالايمان، لكن لنا أن نفهم ونتفحص ما يقولون حتى نطلع على حالتهم الاجتماعية السائدة في حينها وعاداتهم وتقاليدهم واعرافهم، حتى نستطيع ان نفهم المدلول الصحيح للحديث أو العبارات التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم مطّلعين على السياق والظروف والموقف، وهل تعتبر تشريعية ملزمة أو توجيهية أو وردت من خلال السياق الاجتماعي المعاش وقتها، وعدم الحكم القطعي على ظاهر القول لمجرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فالصحابة رضوان الله عليهم يعرفون ويفقهون ان من أقواله صلى الله عليه وسلم ماهو منه كبشر مثلهم وماهو امر او تشريع سواء بالفعل او الإقرار ومصدره وحي من عند الله، وحين يلتبس عليهم أمر ما فإنهم يبادرون إلى سؤاله، ونقلوا عنه صلى الله عليه وسلم أقواله وأفعاله ووصلت الينا ومعها الضعيف والموضوع والمدسوس والمفترى، واجتهد فيها جميعها الشراح فأصبحنا مكررين لها انتقائيا بقصد تدعيم حجة أو دعم لتوجه أو رسما لأدلجة ما، ولمن يقول لقد تم تخريج الاحاديث وعرف الصحيح منها وتم التاكد من الأسانيد؛ نقول له قد يكون الحديث صحيحا لكن لم يفهم القصد منه تماما ولم تستخرج دلالته بشكل علمي، ونحن كمؤمنين به ويشكل جل الاهتمام أفلا يستحق دراسة أقواله وأفعاله وسيرته بشكل علمي لنفض ما علق به من تشويه وتحريف بقصد وبدون قصد، ونكف عن الاستجرار والحفظ والتكرار بدون ادراك لحقيقة القول أو الفعل أو الاقرار، ولا نمنح قدسية لغير ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم.
2 comments
2 pings
ناصر
14/06/2020 at 1:20 م[3] Link to this comment
ما شاء الله عليك ابدعت
ابو باسم
14/06/2020 at 1:40 م[3] Link to this comment
أفلا يستحق دراسة أقواله وأفعاله وسيرته بشكل علمي
اخي الكريم الدعوة الى دراسة علم الحديث من جديد وبشكل علمي ( من يحدد الشكل العلمي ) اعتقد ان ذلك غير صحيح لما سوف يسببه من التشكيك في علم الحديث ، حيث ان علماء الاسلام اهتموا بعلم الحديث من القرن الأول الهجري وتم تنقيح جميع الاحاديث النبوية الى الصحيح والحسن والضعيف والمرسل والموضوع .وتم تأليف الاف المجلدات في هذا العلم ،
ولك الشكر والتقدير كاتبنا الكبير الاستاذ: عبدالرحمن بن عون .