عادة ما يكون شهر رمضان موسم إعلامي بإمتياز ، وللاسف الإعلام العربي تقوده عاطفته وحميته إلى حب النقد وجلده للذات .
هذا العام وكل عام ،اعلامنا السعودي يركز على عدة برامج وفنانين بعينهم في كل سنة " كلاكيت ألف مرة " يتسابق الجميع لنقد ما ينتجه ذلك الفنان بذات الطريقة والأسلوب بالرغم من تنوع في الممثلين وشركة الإنتاج إلا أنهم له بالمرصاد في كل مرة حتى بات اعلامنا لأكثر من ١٥ سنة موجه فقط له ولما ينتجه من عام إلى آخر .
وللاسف كان النقد يرفع من نسبة المشاهدة والمتابعة في كل عام له وبرامجه على الرغم من اختلاف الظهور إلا أن القالب واحد مما يخدمه إعلاميا وجماهيريا.
أما آن لنا أن نعرف أننا جزء من هذه اللعبة الإعلامية ونشارك فيها دون وعي .
كثيرا من الدورات الإعلامية والتي تجعل من رمضان ذروته نشهد عدد من الاعمال الدرامية سواء الداخليه أو الخارجية لنفس الشاشة تحمل رسالة إعلامية عظيمة وكبيرة لا نشيد بها لأن إعلامنا هو من يحدد أولوياتنا ويقود سلوكنا .
مسلسل " الأختيار " لنفس الشاشة التي تستخدمنا واستهلكنا متابعة ومشاهدة في كل عام هي من تعرض هذا الانتاج النوعي بإمتياز ولكننا نغفل عنه وكأنه لا يعني لنا شيء! .
مسلسل " الإختيار " الذي ما زال يحكي أيدولوجيا فكرية دينية سياسية عانت منها كل بلداننا العربية، تناول بين ثناياه أبطال حقيقيون ذهبوا شهداء ،ربطهم المؤلف بطريقة جعلتنا نتفاعل مع تلك الأحداث وكأننا نشاهدها بأم أعيينا ، كان تأثيره مباشر وقوي بدأ من اختياره لإسم المسلسل " الإختيار " ما بين الحق والباطل ، وأحداث الملسلسل التي بينت بلاشك هدف تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية والتي لم تفرق بين الحق والباطل يحركها مال قذر تكفلت بدفعه شياطين الإنس استغلت تلك الفئة المريضة .
رسالة لإعلامنا ،دعوا التجريح وجلد الذات ، وركزوا على ما هو جميل وحقيقي فالإنتاج الإعلامي درجات ، وكل برنامج يحمل رسالة خاصة لجمهور معين .
انتاج إعلامي كمسلسل " الاختيار " يستحق منا التقدير والإحترام والثناء وتوجيه اقلامنا له ، لما يحمله من معاني سامية ورسالة عظيمة ضدفئة اختارت طريق الشيطان وسارت فيه، وهنا نطالب بهذا المستوى من الإنتاج وحرفية الأعمال .
الإعلام هو أساس ولب القوى الناعمة في هذا العصر فلنهتم به ولنعطه حقه ليرتقي بنا ويعطينا ما نريد.