لا عجب في هذا الزمان ، أن نرى الإنسان يهان ، فيستضاف الفنان كما يقال عنه أنه فنان في ضيافة حضرة من يقال عنه أنه فنان ، ويحمل الاستهبال والجُنان ، ثم يقال إنه من باب التسلية والدعابة واللطافة والضحك على الفتيات والفتيان.
في كل عام يطل علينا برنامج المقالب المضحك على نفسه و(المحزن) على حالنا . وكل عام اشاهد الاعلان ، وأشاهد الحلقة منه والحلقتان وأقول لعلي أجد ما اختلف عن العام وعن ما سبقه من عامان .
لكني اجد نفسي أمام حيره وتساؤل الشباب قبل الشيبان .
اجدني أسأل نفسي لماذا يتكرر المشهد كل عام ، ويتكرر الفنان صاحب المقالب ويتكرر نفس الضيوف ، وتتكرر الصراخات والشتائم .
وأنا أكتب عن الموضوع تذكرت أنه لا عجب حينما جال بخاطري المثل الحجازي المشهور ( اللي يسوي نفسه قمامة تبعثره الدجاجة ) اجلكم الله،
فقد دفع المال للفنان .. ليُهان .
إن ما نشاهده عبر الفضائيات لا يملأ الفراغ الذي يعيشه ابنائنا ، يملؤه بالتوافه واسلوب الإعلام الرخيص الذي ولى !! وأسلوب الضحك المسطنع الذي إنتهى !!
برامج تدفع عليها الملايين ، وملايين المشاهدين يضيعون وقتهم في مشاهدة صراخ ( وزعيق ) وشتم ، و ألفاظ لايتناسب عرضها على التلفاز ،
الكل يضحك ( أحياناً ) بعد خوف. وبعد أن ( قبض) ثمن الخوف ،و(ضُحك علينا) ،
وبعد لقط أنفاسه وأفرغ شحنة إفلاسه بوابل من الشتم والسب والضرب والألفاظ (الشوارعية)، وردات الفعل المصطنعه .
ليصلوا إلى ما يسمنونه ابتسامة وضحكة على شفاة المشاهد .
أ نضحك من ترويع شخص مستسلم سلم لك نفسه ، أما علمنا أن الترويع نوع من الأذى قد تكون له انعكاسات سلوكية وخيمة ، وردة فعل خاطئة، كما أنه يحدث آثارا نفسية، وقد يُسبب أمراضا تبقى ملازمة لصاحبها لذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا).
أ نشجع أبناءنا ومشاهدينا على عمل المقالب من أجل الضحك .
بماذا اختلفت (دجاجة رامز) عن من شرب الديتول ليتباهى أمام الناس ، ومن شرب ماء البطارية ليجمع أكبر عدد من المشاهدين .
في كل عام أحادث نفسي بأن لا أكتب عن هذا البرنامج لأن ما أكتبه لايفيد مع حجم العمل . والمبالغ التي صرفت لمثل هكذا عمل ، ولكن اجدني اقول مافي نفسي وما خطر في بالي، (وأحيانا ليس كل ما في البال ... يقال)
إلا أن الكلمة !! لن تقف أمام الملايين التي صرفت والاعلانات التي في هذا الوقت حشدت، وأمام( صيادي الماء العكر ) إلا أني متأكد أن ( الحق ابلج ) ،فالملايين ستشاهد ، والعاقل يفهم.!
ويبقى دوري أنا ودورك أنت .
ولن يهمنا بوعينا من عمل نفسه دجاجه !
تحياتي
Oatta17@gmail.com
atta_Dr_othman
1 comment
1 ping
إيهاب حسن محمد صالح
28/04/2020 at 1:58 ص[3] Link to this comment
لا تعليق يكفي ما قلته يا دكتور