يُعدّ الأمن والأمان من أهم ركائز التنمية والاستقرار في أي بلد، ولا ريب أن الدول الحريصة على شعوبها تسعى إلى تأمين الامن لمواطنيها ومن الدول المتقدمة في هذا المجال المملكة العربية السعودية حيث تُولي اهتمامًا خاصًا بهذا الجانب، انطلاقاً من رؤيتها في توفير الرفاهية لمواطنيها وتحقيق رؤيتها المستقبلية، كما يُعدّ الأمن والأمان أحد أهم ركائز الرؤية الوطنية 2030، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق مجتمع آمن ومستقر يُمكن فيه للجميع العيش والعمل والإبداع دون خوف أو قلق.
ومما يشار إليه أن أسس الأمن في المملكة ينطلق في الأساس من الخلفية الدينية وقيمها الحضارية حيث تعد حاضنة للحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين ومصدر هديهم، وترتكز منظومة القيم والأخلاق فيها على تعاليم الإسلام السمحة، التي تعظم من قيم الأمن وتُحرّم الاعتداء على النفس والمال ، كما يرتكز الامن في بلادنا الغالية على الاهتمام الكبير التي توليه قيادتنا الرشيدة بالأمن والأمان، وتعمل على تعزيزه من خلال مختلف الاستراتيجيات والخطط والبرامج، بالإضافة إلى مهنية الأجهزة الأمنية التي تمتلك خبرة أمنية قوية تعمل على مدار الساعة لحماية الوطن والمواطنين والمقيمين على السواء من أي مخاطر أو تهديدات ، كما يُعدّ التعاون بين أفراد المجتمع والجهات الأمنية عنصرًا هامًا في تعزيز الأمن والأمان، ومن هذا المنطلق تُحرص المملكة على نشر الوعي الأمني بين المواطنين وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي مشاهدات أو معلومات مشبوهة.
ونتيجة لما تتمتع بها المملكة بمكانة امنية واستقرار نظامه السياسي والاقتصادي استطاعت ان تحقق العديد من الإنجازات في مجال الامن والتي من ابرزها انخفاض معدلات الجريمة حيث تُعدّ معدلات الجريمة فيها منخفضة ليس على مستوى المنطقة ولكن على مستوى العالم، وذلك بفضل الله عز وجل ثم قوة الأنظمة والقوانين التي تضبط حركة المجتمع ، وكذلك الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في الحد من الجريمة والفساد، كما استطاعت المملكة أن تحد من ظاهرة الإرهاب والتطرف ، حتى أصبحت من الدول الرائدة في مكافحة الإرهاب، ولها دور فاعل في التحالف الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب ، كما لها خبرة وتجارب ناجحه في اخمادها والحد من العمليات الإرهابية التي تهدد امن واستقرار المجتمع.
وفي مجال الأمن السيبراني تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بهذا الجانب ، وتعمل على تعزيزه من خلال مختلف المبادرات والمشاريع حيث قامت بتأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في عام 2017 بهدف تطوير استراتيجيات وسياسات فعّالة لحماية البنية التحتية الرقمية والمعلومات الحيوية في البلاد حيث تعمل على تعزيز التوعية بمخاطر الهجمات السيبرانية وتوجيه القطاعات الحيوية نحو تنفيذ إجراءات الأمان اللازمة.
وفي إطار تعزيز الأمن الاجتماعي تقوم المملكة بتقديم العديد من البرامج والخدمات التي تُساهم في تحقيق الأمن الاجتماعي، مثل مكافحة الفقر والبطالة وتعزيز التماسك الاجتماعي ودعم الاسر المنتجة بما يحقق مساهماتها في التنمية المستدامة.
وفي ختام هذا المقال يمكن القول أن المملكة تُعدّ نموذجًا رائدًا في مجال الأمن والأمان، وذلك بفضل القيادة الرشيدة والجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية والمجتمع في تعزيز الأمن والأمان وتحقيق المزيد من الازدهار والاستقرار لوطنها وشعبها ، حفظ الله بلادنا الغالية وادام عليها نعمة الامن والأمان .