انحازت الدوحة ببعدها الخليجي والعربي للأخضر السعودي لتزفه الى المباراة النهائية في كاس الخليج الرابعة والعشرين المقامة هناك .
مباراة ولا أروع سيطر (العنابي ) فيها على كل مجريات اللعب ،وهاجم من الأطراف والعمق ،وحاول من خلال الضربات الثابته ،والهجمات المكرورة ان يصل الى الهدف السعودي لكن دفاع الأخضر كان بالمرصاد وكان الحارس السعودي يدرك أبعاد اللعبة وخطورة الموقف فكان في الموعد وكان حضوره هو السد الذي أبطل كل المحاولات العنابية للوصل الى هدفها .
ولأنه الأخضر السعودي الذي تعود على البطولات والصولات والجولات فقد لعب للفوز ولاشيء سواه ،وعلى الرغم من النقص العددي الذي اعترى صفوفه وفقدانه لبعض نجومه الا ان البديل كان في الزمان والمكان وكان لسان حالهم يقول اذا سيد منا خلا
قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول
التكتيك السعودي في تلك المواجهة قام على ثوابت عدة ،وهي إبعاد اللاعبين والجماهير والمباراة عن صخب الاعلام ،وفرض رؤية محددة على المنتخب القطري ،تقوم على احترامه كمنافس في الملعب وخارجه ،ومن ثم استغلال الفرص ومحاولة الوصول الى الهدف بأقصر الطرق وأنجعها وانهاء المباراة .
الصخب الاعلامي والفضائي الذي زف العنابي للبطولة قبل ان تبدأ، كان عامل ضغط على هذا الفريق ،وبعض الاعلاميين المحسوبين على اللعبة الخليجية ،ساهموا في تأصيل فرضية تفوق العنابي وقدرته على تجاوز عقبة أخضرنا السعودي البطل ،هذا الحشد الاعلامي ساهم وبقوة في جعل اللاعبيين القطريين يدخلون اجواء المباراة وهم ضامنون التأهل والفوز بالبطولة !.
الاخضر السعودي مارس سيادته كعادته وفرض شخصيته على شقيقه القطري ،وهذا ما افقد العنابي القطري توازنه وجعله أسيرًا لخطاب اعلامي شحنه وأبعده عن اجواء المنافسة وما تقتضيه من واقعية وفهم وادراك لطبيعة المنافسات الخليجية وخصوصيتها .
وبالعودة الى سيناريو المباراة نجد أن أخضرنا السعودي ،ترك الملعب والمشهد للعنابي القطري يصول ويجول فيه كما يشاء ،واعتمد المدرب السعودي الكبير على إغلاق المنافذ والمعابر التي يمكن ان ينفذ من خلالها المنتخب القطري الى مناطق الاخضر السعودي ،فكان ظهيري الجنب القطريان يعانيان كثيرًا كون المدرب السعودي قد كلّف بعض لاعبي وسطه بالسقوط خلفهما وهذا أدى الى ترك مساحات فارغة سهلت ويسرت العبور الى المرمى القطري وسهلت التسجيل .
كذلك تم عزل الخطوط القطرية عن بعضها ،وأصبحت الهجمة القطرية تأخذ وقتًا اكثر للعبور والوصول الى منطقة الثمانية عشر الخضراء ،وهذا كلّف القطريين جهدًا ووقتًا كبيرين جدًا جدًا .
المدرب السعودي عزل الهجوم القطري عن باقي خطوطه ،واصبحت الكرات الطويلة هي الحل الذي اراد من خلالها العنابي الوصول الى أهدافه ولكن هذه الطريقة خذلها الوقت والجهد اللذان لم ولن يسعفا العنابي للوصول الى تسجيل هدف يبقيه في البطولة منافسًا حتى حين .
هجمة سعودية مركزة ،إرسالية بعيدة المدى ينتظرها الصقر السعودي الحمدان ويعالجها سريعة في الشباك القطرية ويصادق أحد المدافعين القطريين على هذا الهدف بعد ان أكده برأسه إعترافًا بالتفوق السعودي ،لتتجاوز الكرة الخط معلنة تقدم الأخضر بهدف ولا أروع وبجهد أقل وبتكتيك مقتصد ومقتضب .
القطريون يحاولون العودة ويصرون عليها ،ولكن المنافذ امام المرمى السعودي مغلقة والمعابر محكمة ،والمباراة تصير الى مآلها الاخير،.
صافرة تحكيمية كويتية عادلة، تعلن فوزًا سعوديًا مستحقًا ،وخسارة عنابية كروية على مشهد فرح لم يكتمل ،ومباراة نهائية تجمع الأخضر السعودي والأحمر البحريني في دوحة العرب عاصمة قطر ،وخليجنا واحد وشعبنا واحد .