العلاقة مع الهواء (هوائي)
لا أقصد تصنيف الأبراج ..مائي وناري و ترابي وهوائي
بل أقصد العلاقة مع الهواء ..مع الفراغ الإلكتروني
علاقات الصداقة والحب على الإنترنت
علاقة مع شخص ما شفته ..! بس أتخيلته..
صفات ..توقعات من خيالك ،تحتاجها انت ..تبحث عنها في حوراتك ..أو تغريداتك او تحاول لفت الأنظار اليها من خلال سناباتك.
علاقة تبدء خفيفةولطيفـة..
ولو تعمقت تخبيء لك رياح عنيفة ..
علاقة تســقط فيها عــى الطــرف الثاني صفــات وتوقعــات افتراضية .. تكمل جوانبك السلبية ..بحاجــات ممكــن تكــون وهمية ..حميمية عاطفيه أكثر من كونها جسدية.
يعني بتبني علاقة مع نفسك ..علاقة صعبة
والأصعــب إن الطرفــين يعملــوا كــده مــع بعــض.. يعنـي هـو يشـوف فيك الصـورة الـي رأسمها لك ،وانت تتعامـل معـاه بالصـورة الي رسمتها له،وفي الحقيقـة ان كل واحد عامل علاقة مع نفسه..
وبعد قليل..تكتشف أنه تمثيل
ينتهي الوقت ..ويسدل الستار
تحاول أن تلعب دور اضافي ..
لتجد ما كنت تظنه كافي.
لكن للأسف..وهم كل التفاصيل وهم.
باقي اسئلك ...ايش رأيك ..؟! مقتنع ؟؟ أن مشاعرك في هذه العلاقة وهم و غير حقيقة ؟!
دقيقة قبل ما تجاوب ..
فكر في Siri بجدية ..!
يساعدك ..ينصحك ..الوحيد الي دايم يسمعك ..ويتحمل كل أحوالك ويحاول يسعدك
مره واحد قاله انا متعب..
قالت له Siri “أسمع لي، اترك هاتفك حالاً وخذ قيلولة، سوف انتظرك هنا”
وفي حوار مع الكاتبة :البتول جمال التركي عن أسباب تكوين هذه العلاقات ومعايشتها ذكرت : -
أن الجوال الذكي أهم منجز في حياتنا ، فخطواتنا متسارعة نحو التطور التكنولوجي بعد أن سيطرت تكنولوجيا الاتصالات على حياتنا بكلّ تفاصيلها حتى أخترقت مشاعرنا وتعبيراتنا ..
فالجوالات الذكية تقّرب البعيد وتوصل المقطوع بل تضعه أمامك (صوت وصورة) لكي يصبح الجوال الذكي أهم منجز حضاري في حياتنا العمليةوالاجتماعية ،أفرزته عقول مبدعة وعملاقة وعظيمة
وأضافت:-
أن لهذه التقنية العالية الدقة آثار إيجابية وأخرى سلبية
فمن فوائدها تبادل الخبرات والمعلومات في جميع المجالات
وأمّا أضرارها فتأتي من جانب الانعزال الشعوري عن المجتمع القريب والانغماس في مجتمع افتراضي بعيد
ففقدت الأسر ترابطها العاطفي وهذه الظاهرة هي الغالبة وخاصة في شريحة الشباب ( إناث وذكور ) وهنا يكمن خطر تشكيل المشاعر من العلاقات الهوائية ..الافتراضية ، لأنّ البعد عن الواقع والانغماس في قنوات التواصل غالباً ما تنتج جيلاً لا يستطيع التواصل الواقعي ولا يستطيع الاحتكاك المباشر مع أفراد المجتمع ويفقد القدرة على الاتصال الفعلي مع أفراد المجتمع فيفشل في علاقته في الواقع وينجح في عالمه الافتراضي ، هذا إن كان المدمن على هذه العلاقات ممن يتحرون الصدق والصلاح والاستقامة ، وأما إن كان ممن يتحرى الفساد والعبث والانحلال الخلقي فذلك متاح أيضاً وبلا رقيب إلا نفسه ، لأنّ مجتمع أدوات التواصل مرتع للصالح والفاسد ويصل حتى إلى مجتمع الجريمة ، حيث تكون هذه المواقع مرتعاً للفكر المتطرف الذي يلوّث فكر الأبناء وإن لم يقنعه بها فسوف يقوم بالتشويش عليها وبالتشكيك أيضاً
هنا لابد من الرقابة الأسرية للمراهقين ( رغم صعوبتها) .
وأما عن تأثير هذا النوع من العلاقات على الكبار فقد تدمرت أسر كاملة وتفككت بسبب السهر على قنوات التواصل الاجتماعي
من ازواج وزوجات يمررن في خلافات فيجدوا في العلاقات الهوائية ( تنفيساً) لهم عن واقع حياتهم ،
لذلك علينا بتنمية الثقافة والوعي الذاتي لما لها من دور في التحصن من هذه العلاقات التي أعتبرها ( وهماً ) ل 99% منها.
أخيراً ..
صن نفسك ..اعرفها ..أصلحها .. تجدها
اكمل ما ينقصك ...بعلاقات حقيقية ..إيجابية والأهم واقعية.