كثرت في الآونة الأخيرة نظريات الإدارة ، وتجارب المدراء التنفيذين ،
فظهر منهم المنظرين والمتفلسفين ، والذين على نفس الدرب مستمرين ، مكتفين بمكانتهم ومنصبهم وأنهم مستثمرين ، أصحاب المال والعمل وأنهم لمصالحين راعين ، وبطرق إدارتهم من العارفين .
مساكين !!!
غير عارفين . بما هم يفعلون .
وأن سألت سؤالاً أو ناقشت حواراً ، ظنوا أنك من المستفزين والمجادلين .
لذا ..
هل الإستثمار مسئولية إقتصادية أم مسئولية إجتماعية ؟
هل هو تشغيل أم تمكين ، أو توظيف ، أو فرص عمل ، أو أنه ركوب الموجه، ولبس الموضه ؟
هل يوظف المستثمرون الموظفين ، لكي يستعرضوا قدراتهم ، ويماسوا سلطاتهم ؟
إن للمنظمات والمنشأت والاستثمارات مسئولية إقتصادية ، تتمثل في الربحية والتراكم الرأسمالي . ومسئولية إجتماعية تتمثل في إستخدام التراكم الراسمالي في الإستثمار في النمو ، والتوسع ، وتوفير فرص العمل ، وتحسين جودة حياة العاملين الموظفين .
إذن فالمشاريع الإستثمارية أو التجارية ليست هي شأن المستثمرين وحدهم ... بل مسئولية مجتماعتهم أيضا لأن استثماراتهم تتداول في مجتمع السوق الإقتصادي ، لتحقق إشباعاته واحتياجاته .
فحين يدخل المستثمرون السوق فإن المجتمع سمح له بالدخول الى كل البيوت . وهذا يعني أن للمجتمع عليه حق وله واجبات .
فإن ربح ... عاد ربحه على مجتمعه بالتوظيف والعمل ، وضمان الاستمرارية ألتي تنعش المؤشرات التجارية والاستثمارية ، وتحقق عوائد استثمارية للمجتمع كافة وبما في ذلك العائد الاقتصادي للدولة .
أما الخسارة فهي خسارة للمجتمع بنفس مقدار العوائد لكن بطريقة عكسية مؤثرة .
هذا يعني أن المستثمر الواعي ، والتاجر العادي ، والإحترافي لابد أن يعي: أن الموظف الذي وظفه ،هو شريك معه ، وجب أن يسمع منه.
ووجب عليه أن يسانده أيضا في اكتساب المعارف والمهارات التي تتحول الى أداء ، وممارسة تطور من عمله وتحقق مزيداً الربحية الإقتصادية ، والإجتماعية .
أما بالنسبة لتحقيق العدالة الإجتماعية ، فهي حق التمكين ، وتوفير فرص العمل وسد الإحتياجات الرئيسية .
فالنتيجة : أن مصداقية الفرص الاستثمارية ، والتجارية ، مسئولية مشتركة ، ولاتنفصل عن المصداقية الإجتماعية .
فلا إستثمار دون تراكم رأسمالي، ولا تراكم رأسمالي دون ربحية، ولا ربحية دون تشغيل أمثل !! و أنسب ، ولا تشغيل أمثل ولا أنسب ، دون تمكين الأفراد .
وهذا ينطبق ايضاً على كافة قطاعات المجتمع الحكومي والخاص والخيري وهو مسئولية اجتماعية ومجتمعية .
لماذا إذن نوظف الموظفين.؟
من غير المنطقي أن توظف الأذكياءثم تخبرهم بما عليهم أن يفعلوانحن نوظف الأذكياء لكي يخبرونا بما علينا أن نفعله ! #ستيف جوبز
نعم . نحن نوظفهم لكي يخبرونا ، ما يجب علينا فعله ، وإن لم يعلمون ، فلا حاجة للمستثمر أو التاجر لهم .
إن انتقاء الموظفين واستقطابهم ليس بالعملية السهلة ، ولا تحتاج الى مزيد من الفلسفة ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين )
القوة والأمانة ، مسميات بداخلها العديد من المنهجيات والعمليات ، ظاهرها مهني وجوهرها تعبدي .
إن المنظمات لا تفعل ، ولكن الأفراد داخل المنظمات هم الذين يقومون بالفعل ، وأن الفعل المطلوب منهم هو الأداء المستهدف ، والذي لا يمكن الوصول إليه إلا إذا خضع للحركة النشطة والفعل الهادف ، والذى تحكمه ثلاث محددات هى :
. النتيجة المحددة مسبقا .
. المنهجية ( دليل عمل ... وصف لطريقة الأداء ...)
. المرجعية ( دليل للتقييم ... معايير أداء ..لوائح وقواعد
إن بعض المستثمرين ، المنعزلين ، المنغلقين ، الذين بأفكارهم متعصبين .
المصريين على منهجهم وبطريقتهم ملتزمين ، ملزمين الموظفين ، ثم يلومونهم .
يستغربون ! الإخفاق في تحقيق الأهداف ! .
ولا غرابة في ذلك لأن =( محدودية المعرفه ⬅ تكرار نفس المدخلات ⬅ تكرار نفس العمليات 〰 تكرار نفس الإخفاقات في النتائج ).
إن النتائج تتحقق بمقدمات مساوية لها ومؤدية إليها ، ومصداقية الأداء فى تحقيق الأهداف ، ومصداقية الأهداف فى تحڨيق النتائج ، ومصداقية النتائج فى تحقيق المنفعة ، ومصداقية المنفعة فى سد الحاجة ، ومصداقية سد الحاجة فى حل المشكلات ، ومصداقية حل المشكلات فى تحقيق الرضا الإيجابي ، والرضا الإيجابي هو القبول عن اقتناع .
فحين توظفهم .. وظفهم توظيفاً كاملاً وامثلا ً . وأخبرهم برؤيتك ، ومنهجك ، وهدفك ليساعدوك .
اشركهم معك في الأفكار والأهداف والرغبات فهناك فرق كبير بين الإصلاح والتحسين ، فالإصلاح عملية محددة بزمن وتكلفة ،وهو هادف إلى معالجة عجز جزئي أو خلل ما ، أدى إلى انخفاض الطاقة الكلية للمنظمة أو النظام أو الشئ .
" اما التحسين فهو عملية مستمرة ، ومسئولية مشتركة لكل المسؤولين فى المنظمة أو النشاط ، عن إزالة كل العقبات التى تؤدى إلى صعوبة استمرارية تدفق مخرجات (نتائج أو جهود) المنظمة أو النظام ، أو تدعم تطويرها لزيادة مخرجاتها ".
وتأكد أنه عندما يصبح الإصلاح عملية مستمرة ، فاعلم أن التطوير والتحديث قد توقف أو تعثر ، وأن ما يتم إصلاحه قد فقد صلاحيته ، وأصبح تغييره هو البديل الأمثل ، وقد ينطبق ذلك على كل النظم سياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وإدارية ، وفنية ، وثقافية .
فالمسئولية مشتركة، ومتلازمة مرتبطة ، وحلقة دائرية ، تحقق المنفعة والمصلحة .
توجب الفصل بين الإدارة والملكية
فلكل منهما مهارة وممارسة ، إن اختلطت خربت و انحرفت .
وإن توزعت انصلحت و نضجت ... و انتجت.
اترك مساحة لحرية التعبير من موظفيك ، فأنتم في مركب واحد للتغيير ، اخبرهم بوجهتك ، و أدر دفتك ، ولاتسمح لأحد أن يثقب مركبك، كي لا يغرق مجتمعك .