عندما يعود الباحثون إلى الحروب الطائفية المتزايدة في عصرنا يؤكدون أنها ترتبط بالمعتقدات الفاسدة التي أبطلها الإسلام.
ومن المعتقدات الفاسدة المجوسية التي كانت تقود الدلة الفارسية.
جاء الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجا ، كبيرهم وصغيرهم ، قويهم وضعيفهم، غنيهم وفقيرهم ، جمعتهم راية التوحيد والعبادة لله الواحد الأحد.
إن هذا الأمر لم يجعل الفرس تنام قرير العينين ، لاستعلائها ونفوذها على الآخرين ، فمن هنا زرعت الفتن وأدت إلى ضرب حظيرة الإسلام باستشهاد الصحابة الأجلاء بمكيدة من عندها ، أمثال عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب ، والحسين بن علي رضي الله عنهم.
وبعد ذلك شهد المسلمون أحداثا دامية، وموجات عاتية من انحرافات فكرية كلها للقضاء على هيمنة الإسلام ، ولكن الإسلام بثوبه الأنيق، ومنهجه السليم ، بقي ثابتا على ممر الأيام والأزمان .
وفي أواخر القرن الماضي جاء الخميني ١٩٧٩م إلى إيران ليحمل ماتسمى بالثورة ليتولى الحكم فيها معلنا الطائفية القائمة على إعادة المجوسية الفارسية ، وجعل من بنود الدستور الإيراني مادة ( تصدير الثورة ) بمعنى أن يكون العالم تحت وصايا طهران .
فاستطاعت إيران استعمال أموالها لإحياء الحوزات العلمية في الداخل ، وفتح انابيب مياه التشيع في الخارج تارة بالأعمال الخيرية الإنسانية ، وتارة بالمدارس الإسلامية.
فهي التي صنعت المليشيات داخل الدول ، وهو أمر مرفوض حسب القانون الدولي .
معظمها الحشود الشعبية في العراق ، فيلق بدر في إيران ، حزب اللات في لبنان ، الحوثيون في اليمن .
وأكبر تهديد يقوم به النظام الإيراني في المنطقة تهديده للحرمين الشريفين ، لتدنيسهما بعد أن عظمهما المولى وشرفهما.
إيران مكنت الحوثين ومهدت لهم الطريق الإجرامي للإستيلاء على صنعاء في اليمن وإخراج الشرعية مستعملين الأسلحة الإيرانية الصنع ، ولم يكتف الأمر عند الحوثين سفك دماء إخوانهم في اليمن ،بل وصل إليهم الأمر تنفيذهم لأوامر صومعتهم في طهران في ضرب المدن السعودية بالصواريخ كما في مطار أبها الدولي وغيره .
أما نصر اللات زعيم حزب الشيطان يدمر لبنان بالتفجيرات ، ويعيدها إلى مسلسل الإغتيالات التي كانت في السبعينيات والثمانينيات إلى أن جاءت المملكة العربية السعودية بمبادرتها لإنقاذها في الطائف عام ١٩٨٩م لتصبح لبنان آمنة بعد ما وضعت الحرب أوزارها .
وفي سوريا الجريحة لم تسلم من شر مليشيات نصر اللات بل هي من تشعل نيران الحرب فيها .
وخطاب نصر اللات أمام أنصاره في إحياء عاشوراء على نهجهم بالتباكي على الحسين بقطع جلودهم بالسكاكين ، وضرب صدورهم وأكتافهم بأسياط العذاب ، لم يكتف بذلك ، إنما أثبت للعالم أن جرائمه يتلقى الأوامر لتنفيذها من صومعته في طهران ، على أنه قائده ومرشده ، ومنه يستمد القوة .
فهذالخطاب إنما أتى ليبين للعالم على أنه دمية على يد الخامني يقلبها كيفما يشاء.
حقا لو تم تمزيق جسدك أو قطع رأسك لتعرض عن الخامني لماكان ، بل ستظل وفيا له مع مريديك، فهذا ليس بجديد ، إنما هي عقيدة المبالي .
ولكنك غابت عن ذهنك أن خطابك لم يجد له آذانا صاغية، ولا قلوبا واعية ، إنما ذهب مهب الريح .
قبل ذلك أردتم منع المسلمين للحج إلى بيته الحرام للذهاب إلى مقام الحسين رضي الله عنه بدلا من مكة المكرمة ، فلم تلق دعوتكم سوى الرفض عند المسلمين .
فكلما فكر المسلمون الحرمين اشتاقت نفوسهم إليهما، لأن الله رزق للحرمين وبلاد الحرمين قادة أخيار، يسهرون ليلا ونهارا لخدمة ضيوف الرحمن ، وهذا شرف لهم دائما .
فماذاقدمت طهران للمسلمين سوى مليشيات لشن حروب مدمرة من لم يول وجهه شطر طهران على وصايا الفقيه ؟
ستظل السعودية شامخة رافعة رأسها إلى أعنان السماء بقيادة خادم الحرمبن الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا