هل مر عليك يوم سيئ أو متعب زيادة عن الأيام العادية؟ مثلاً في يوم من الأيام، هل استيقظت لتكتشف أن زوجتك تأخرت في الاستيقاظ ليتأخر الأطفال كذلك عن مدارسهم ثم اضطررت إلى أخذهم إلى المدرسة بدلا من حافلة المدرسة ،لتتأخر أنت كذلك عن موعد وصولك إلى العمل ليوبخك رئيسك فقط ليشعر بقيمته. ثم تكتشف أن هناك أمورا كثيرة جرت خاطئة في العمل وستمضي يومك في إصلاح ما أفسده زملاؤك أو من ترأسهم؟.
هنا...هل تغضب و توزع العقوبات على من ترأسهم إرضاء لرئيسك حتى تثبت له أنك حازم! ولعل عائلتك لها نصيب من عقوباتك فهم من تسببوا في تأخيرك للعمل!.
قد تختلف الأحداث من شخص لآخر حسب عمله وحسب ما يقضي يومه لكن في النهاية لم يكن اليوم كما رغبت بل أسوأ بكثير مما تتوقع. هنا يبدو أننا نسينا ، نحن أبناء آدم، أننا في النهاية بشر ولا نسيطر على مجريات الأمور كلها بل هناك كثير من المجريات التي يجب علينا مجرد تقبلها والتكيّف معها وهنا أكرر مرة أخرى أنت لا تسيطر على كل مجريات حياتك بل بالكاد تسيطر على القليل منها فلابد لك أن تتكيف مع الباقي.
كي نوضح الفكرة لنعد إلى المثل أعلاه يبدو لك أنه يوم سيئ… صحيح؟
الحقيقة لا، إنه يوم سعيد جدا مقارنة بمن يشترك معك في العيش على كوكب الأرض. لنعد النظر مرة أخرى: شخص ناجح مستقر في عمله لابد أنه قد حصل على تعليم جيد ومتزوج، وهذا يعني أنه يعيش في مجتمع آمن ولديه أطفال يذهبون إلى المدرسة لتلقي العلوم وهم بذلك أوفر حظا من كثير من الأطفال الذين تركوا التعليم لأجل لقمة العيش او في احدى الدول التي تتساقط عليهم القذائف النارية. ثم أن يأخذ الأب أطفاله إلى المدرسة ويراهم يدخلون إلى فصولهم ويلقون عليه تحية الوداع كفيلة أن ترسم الابتسامة على وجه أي أب وإن لم تبتسم فتخيّل موقف رجل عقيم لا ذرية له!
احد المدربين العالميين شارك الحضور بموقف حصل له، وهو انه كان بائس النفس لصفقة خسرها فكان صامتاً واجماً في الادارة فمر عليه زميله و سأله كيف كان يومه فقال لقد كان يوما سيئاً
فرد الزميل: صحيح! هل كان يومك سيئ ام مجرد دقائق أو ساعات!
هنا تبدلت افكار المدرب تماما و استقبل كل يوم بفرح و مرح مهما كانت النتائج. إن كل يوم يمر عليك، فيه كثير من الدقائق الإيجابية، فلا تجعل الدقائق السيئة تفسدها