انتشرت ظاهرة في هذه الأيام بين الشباب والشابات، وهي ظاهرة وشم الجسد، واُعتبرت كنوع من الفن ، والموضة ، والإغراء للطرف الاخر ؛ فماهي قصته وتاريخه؟
الوشم ليس ظاهرة حديثة؛ بل قديمة جدًا ولقد وُجدتْ جثث محنطة ،كمومياء اوكوك التي يرجع عمرها الى القرن الخامس قبل الميلاد عليها وشم.
الروم كانوا يوشمون وجوه عبيدهم، فلا يمكنهم ادعاء الحرية، في حالة فرارهم. كما كان الرومان أيضا يوشمون جنودهم للدلالة على انتسابهم لها.
وكانت قبائل غينيا الجديدة توشم فتياتهن تدريجيا كل سنة؛ حتى اذا اكتمل الوشم بحرف "V" ،أصبحت الفتاة جاهزة للزواج.
وبعض بدو العرب أيضا وشموا بناتهن للدلالة على اصولهن القبلية. والنازيون أيضا وشموا اسراهم؛ لكي يتم القبض عليهم لاحقا ، فيما لو فروا. ومن المعروف أن هناك أيضا عادات في تايلند تدل أن الوشم يمنح صاحبها حماية سحرية.
الوشم يكون عادة بالإبر والألوان، و لكن عند قبائل "الموكو النيوزلندية" و قبائل "السمواي" من جزر هواي ؛يكون مؤلماً جداً لأنه يتم باستخدام الأزميل و مطرقة خاصة و تعتبر دلالة للصبية عن انتقالهم لمرحلة الرجولة.
في العصر الحديث تعددت أسباب الوشم ولكنها كلها تعني الارتباط بشيء معين. المحبين يوشم كلا منها الاخر بحرف معين او رمز كدليل للارتباط و في الوقت نفسه العصابات توشم افرادها للدلالة عليها.
يختلف حكم الوشم لدى الأديان ، فعند المسلمين غالبا يُحرم لوجود دليلاً بلعن الواشمة، بينما يحلله بعض المسلمين؛ مادام لا يمنع الوضوء،
و نجد عند المسيح أن الآراء متذبذبة ، غير محددة . أمّا اليهودية فمحرم عليهم بالإجماع.
و بغض النظر عن حكم الوشم، فهو من الاعمال التي لا يجب أن يُستهان بها ، فقد تسبّب تلوثاً، وانتقالاً لأمراض خطيرة جداً : مثل (الهربس البسيط) والكزاز و العنقودية والتهاب الجلد، أو الحساسية المفرطة ، أو حتى تحرق الدم لو احتوت ملوثات، كما أن أثاره قد تظهر بعد سنين. و إزالته -لو أصيب صاحبه بالملل منه- يتم بالليزر ، وهى عملية مؤلمة جدا ؛ وكأنما يُرش الجلد بالزيت المغلي حسب ما وصفها احد مجربيها وعرضتها قناة ناشونال جيوغرافك. لذا قامت بعض الدول بتنظيم ومنح رخص قانونية لمن يوشم الأجساد و يشترطون عليها تغيير الابرة ولبس القفاز الحامي و لكن حتى هذا لا يعتبر اجراء وقائي فعال مئة بالمئة
مجملاً:
قال تعالى في كتابه الكريم: "
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (النساء119)
فالحمد لله
الذي خلق الانسان في أبهى صورة ، فلا حاجة له بعمل أصله الشيطان. ولا يعدو كون الوشم امر لا يتجاوز الطبقة الخارجية للجلد او الانسان. فان اعتقادك بأمر ما لا يحتاج الى وشم على جلدك بل افكاراً راسخة في عقلك وهذا اقوى ارتباط او رمز قد تتزين به. العقل هو زينة الانسان الحقيقة وهو الثراء الحقيقي و قد ذكرت كتب تاريخ العرب عن رجلاً سئل غلاماً عما يفضل ان يكون صاحب عقلا و فقير او غنيا و لكن لدون عقل؟ رد الغلام الذكي بانه يفضل ان يكون ذا عقلا و فقير فلو كان ذا مالا و جاهل فغالبا سيخسر ماله. الفكرة الحسنة افضل للشخص من وشم شكلي لا عمق له الا أوهام واساطير في احسن الأحوال.