يَحتفظُ أرشيفَ الذاكرةِ بجميلَ الذكرياتِ ، مهما كان حُلوُها ومُرّها ، و بوِسعِنا نسيانُ المُرَّ مِنها عندَما تَحضُر الرغبَة ويتوَاجدُ الإصرار .
وأما عن ذاكِرتِي فِإنها تَستعِيدُ الذِّكرَياتَ الجَمِيلة ، التي كُنتُ أعتَقد أنها عَاديةً حِينمَا مرَرْتُ بِهَا "والحُبُ يأخُذُ مَكانَهُ مِنَ الذَّاكِرَة" وقد يَسْتَوليَ عَليْها كامِلة .
حينَما أستَشعِر بأنّ ذلِك الإنسَانُ كانَ أحدَ المقرّبينَ منّي ، لا أعْلم هَل أحْزَن؟ أمْ أفرَح ؟
أحْزنُ لأنهُ فَلَت مِن بينِ يدَيَّ ، ولَم أحافِظَ عَليْه ، بَادَلتُه بِنفْسَ شُعورِه ، كانَ لا يُبَالِي ، قَلِيلُ الاهْتمَام ، نَادِر السُّؤْل ، فَكانَ الرَّدُ بِالمِثلُ أجْمَلاً في حِينَها ، ولمْ أعلَم بأنهُ قَبيحٌ بعدَ حينهِ .
وللفَرحِ هُنا مَوطِن ، بيْن الذِّكرَياتِ المُؤرشفَة المُتَراكِمَة ، ما أروعَ الإستِشعَار بالشُّعور الجَمِيل الذي مرَرْت بِه في تِلك الذِّكرَيات ، ومَا أجْمل إفتِكَارُ تِلكَ الكلمَاتَ التِي مِن رَوعَتها تَخلّدَت بالذَّاكِرة ، ولأفعَال المعرُوفِ قصّة أخرى .
جميلٌ هوَ ، صوتهُ ، صورتهُ ، تعاملهُ ، كل ذرةٍ مرتبطةٌ بهِ . ذاتَ مرةٍ سألتُ نَفسِي ؟ لِمَ يخْتلفُ عَن بَقيَّة البشَر ؟ آبشرٌ هُوَ ؟ أم خُلقَ مُختلفٌ عنَّا ؟ وأجابَت نفسِي بِسُؤالٍ آخَر ، كَيفَ لِهَذا الجَمَال أن يَنكسِر ؟ فَتذكَّرتُ بأنهُ بشرٌ ، عظِيم هُوَ ، طَاهرٌ هُو ، سُبحَان خَالِقَه صوّرهُ فحسّنهُ .
توطّنَ الجمالُ فتوطّنَ فيهِ ، رُوحَهُ لَيسَت كرُوحِ البَشر ، رُوحهُ مُقدَّسة ، لَيتَ خَالِقهُ كرَّر مثيلاً لِقلْبِه .
رُؤيتَه أجمَل أعْيادِي ، وابْتِسامَتَه تُبرِئ جُروحِي ، ونَظْرَته تَصدُّ سَقمِي ، مِن بَين الخَلْق يُعرَف بكَمالَهُ ، احتَوى كُل جَمِيل ، فِي هَيأتهِ و طَبْعهِ وكُلّ شيءٍ إرتبَطَ بهِ ، سُبحانَ من سوّاه فجَمعَ بينَ جمَال الصُورةَ وبهَاء القَلب .
و في قُربِك أسألُ القديرَ بِجَمعِنَا جَمْعاً لا فِراق يَلِيه ، وأن يُولِج مودّتي في عُرضَ قلبِكَ.
1 comment
1 ping
-
09/02/2019 at 8:57 م[3] Link to this comment
ياأفضل من كتب❤️.