الإنسان بفطرته السليمة لابد من التعامل والتواصل مع غيره ، ولن يتم ذلك إلا إذاكانت هناك وسائل للقيام بذلك ، فمن الوسائل الإعلام ، لكونه هوالناقل لحياة الأمم والشعوب السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية إلى غيرهم للعيش المشترك بين بني البشر.
والإعلام ثمرة من ثمرات الثقافة وتبادل المعلومات ، وركن أساسي من مقومات الحياة .
وفي القديم كانت المسافات بعيدة كل البعد بين المدن والقرى ، فجاء الإعلام وقرَّب المسافات ، فكثرت اللقاءات ، ووصل الأمر إلى أن يسمع الإنسان من شخص متكلم وهو في مكان بعيد بنفس الوقت ، وتطورت الأمور إلى أن مشاهدة المتكلم مشاهدة حقيقية دون شك أوريب في الوقت نفسه.
وهذا الجهد الذي بذله الإنسان لذلك كان سببه الوحيد للقيام به هو خدمة الأنسانية لترتقي وتلتقي تحت سقف المودة والمحبة.
وفِي هذه الأيام كثرت الفضائيات التي تنقل الأخبار والأحداث بكثافة ، ببرامج متنوعة ، في كل ثانية من الثواني.
وإنما وُجد من لايدرك ذلك ، يريد أن يعيدنا إلى عصور الجمود ، والتخلف الفكري ، ومحاربة الثقافة بطريقة الإستبداد والظلم، وهذا الامر لايقبله العقل السليم في القرن الواحد والعشرين الذي وصل الإنسان إلى اختراع طرق التواصل الإجتماعي.
إن الحملة الشرسة الموجهة ضد المملكة العربية السعودية الممنهجة والمخططة والممولة من تنظيم الحمدين مستخدمة قناة ( الجزيرة) القطرية للترويج بالدعايات الكاذبة، وبرامجها الزائفة ، وصل بها الأمر إلى إغلاق تويتر حساب القناة السعودية ٢٤ على صفحتها.
أليس هذا حرب ضد الثقافة التي تحيا بها الأمم والشعوب من خلال التواصل وتبادل المعلومات والآراء والأفكار؟.
إن هذا الأمر جناية على الإعلام بغض النظر عن البلد الذي تنتمي إليه القناة وتقوم بالبث فيه، ولاسيما إذاكان في بلد يحترم سيادة الدول ، وثقافة الشعوب ، والمصالح المشتركة ، مثل المملكة العربية السعودية .
إن العمل على إغلاق حساب القناة ٢٤ السعوية على صفحة تويتر يؤكد لنا أن القناة هي في مواجهة ادعياء الكذب والزور ، مروجي الفتنة والتضليل على قناة الجزيرة .
ينبغي النخبة المثقفة أهل الدراية والبصيرة التنديد للجريمة النكراء التي تعرضت من خلالها القناة جراء مؤمرات المرجفين المفسدين .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا