الكل يتكلم هذه الأيام في السياسة ...
و لماذا أنا ؟
مازلت مصرا" على قول :
أيام أن تحكم على الأمور بشكلها الظاهر.. ولا المواضيع بعنوانها المكتوب ...
فطائر النورس...ليس من المعجنات.
أريتم ؟ !
مازلتم تحكمون على الأمور بظاهرها.!
دعونا! نتفق على أمر مهم، وهو مبدأ أتعامل به وأعيش معه
( أن من السياسة أن لا أتحدث في السياسة)
ولن أتحدث فيها ابدا" ..
وليس لي علاقة لا بوزير ولا... غيره.
إن الحديث عن الوزير هنا له دلاله إدارية ، مضمونه ما أقصده في سطور ما اكتبه .
نعلم أن الوزراء يعينون في مناصبهم من أجل مهام محددة ، وأجندة واضحة ، عليهم تنفيذها ، وعليهم وضع خطط واهداف يستلزم تحقيقها .
بهدف إصلاح خلل أو تحسين إجراء، أو ارتقاء بخدمة .
ولهم صلاحيات معينة وفق مهام محددة ، واسعة النطاق ، برغم مناصبهم إلا أنها محدودة ولايمكن تجاوزها ، وعليه رقابة شديدة ، وتقييم للاداء عالي .
في شكله منصب ، وفي مسماها ( وظيفة) ، في نطاق المهام المحددة .
أما الغفير !! ( الحارس ) فله (وظيفة) بمسمى . وليس لهذه الوظيفة لها وصف وظيفي محدد ، ومهامه كثيرة ، وقد يكون لايخضع أصلا" لتقييم الاداء فهو يعمل كل شي من أجل الحفاظ على كل شئ.
ماالمراد من هذه المقدمة !!
- تنادي التوجهات الحديثة في الأعمال الإدارية في ظل المتغيرات والتطورات المتلاحقة ، أن يكون الموظفون قادرين على مواكبة هذا التغيير والتطوير المتسارع ، ويلزم هذا هذا التحدي إطلاق المسميات الوظيفية للموظفين دون تحديد المهام والأوصاف الوظيفية لهم ،
حيث يقول : تيم بيكر مؤلف كتاب " نهاية الاوصاف الوظيفية " أن الأوصاف الوظيفية المحددة مسبقا" تدفع الموظف إلى رفض المهام الجديدة واعتبرها ليست من شأنه" .
لاشك أننا أمام تحدي في الأعمال وفي القطاعات العامة والخاصة على حد سواء ، وذلك لتشعب الأعمال في مجالات الإدارة والعلوم الإنسانية يحتم علينا ايجاد الموظف الشامل أو كما يقال النافذة المفتوحة ، حيث يستطيع العمل الحصول على باقة واسعة من الخدمات عبر موظف واحد ، لاسيما في ظل ما تقوم به الكثير من المؤسسات والقطاعات من سياسة تقليل التكاليف وبداية من التوظيف ( من خلال توظيف الموظف متعدد المهارات) ، وزيادة الايرادات ( من خلال ايجاد الموظف الاستثماري) الذي يفكر دائما" في ايجاد حلول استثمارية تدر دخلا" إضافياً للقطاع الذي يعمل به ، فيكسب من ذلك :
- الرضى النفسي ( الشخصي) بالانتصار على نفسه.
أو
-ارضاء ادارته أو مديره،
فيحقق بذلك إما
عائدا" ماديا" أو معنويا" .
ويتميز هذا الأسلوب أو المنحى بالقدرة على إتاحة الفرصة لإطلاق العنان لقدرات الموظف دون تحديد ، أو أطر تحد من التحليق بابداعاته .
وكما أنها تخلص الموظف من سطوة التبعية الإدارية التى مازال الكثير من المدراء يمارسونها بغية تحسين أداء موظفيهم ، فيتبعون أساليب الترهيب والتهديد ، التي لا يجدي كثيرا" في وقتنا الحاضر ، كون الكثير من الموظفين لايعوا حجم المسئولية ،
وليس لهم اهداف لتحقيقها .
حيث أن قيام الموظف بتأدية مهام مختلفة في وحدات عمل متعددة ضمن القطاع أو المنشأة ( بشكل مؤقت) تجعل علاقته بالمدراء أقل حدة ، وتحميه من سطوتهم الإدارية.
وعلى الرغم من مما ذكرته من مزايا التي قد لايتفق معي الكثير .. ! خصوصا" مدراء الموارد البشرية المحترفين أو من بلغوا من الكبر عتيا" ، إلا أنني مازلت مصراً على أن (الغفير )أعماله ومهامة اوسع من الوزير ، لكن علينا اخذ الحذر والحيطة فهذا له ضريبة فعلينا :
- اختيار وتعيين الموظفين المناسبين :
وهنا لابد من لفت انتباهكم الى أنه في ظل ما نعيشه حاليا" من توجه حكومي لتحقيق رؤية 2030 لزم علينا أن نكون اكثر وعيا" ، وانفتحا" ،وأكثر عمقا"، للفهم الصحيح لهذا التغيير الذي يتطلب مزيدا" من المهارات . والتي ذكرتها سابقا" في احدى (مقالاتي) :" أن هذا الزمن.. زمن مهارات وليس شهادات " .
وهذا يؤكد ضرورة إيجاد الموظف الشامل ، متعدد المهارات ، متعدد المهام الذي يتحلى بالإنضباط الذاتي ، والذي لديه إحساس بالمسئولية ويتصرف بها.
وأن يتحلى بالثقة بالنفس ، والقدرة على التواصل الفعال في مختلف المستويات الإدارية في قطاعه أو منشأته .
بالإضافة إلى الخبرات المهنيه (النوعيه) والمعارف المتنوعة. ناهيك عن ضرورة أن يمتلك حب الإطلاع وفضولا" نحو المعرفة ورغبة في التعلم والتطوير المستمر.
- أن هذا الموظف يصعب قياس اداؤه نظرا" لتعدد مهامة ، إلا أن انجازاته تظهر جلية وملفته.
الوظيفة!! لا تعني... الدوام .
اختلفت النظرة الحديثة للوظيفة عن شكلها السابق وهي التعاقد للعمل في وقت محدد لبذل الجهد في المهام بعض النظر عن النتيجة المحققة .
اما الوظيفة في وقتنا الحالي هي التعاقد فيها هو التزام بنتائج ووسائل معا ... فالموظف اذا لم يحقق النتائج المستهدفة و المعلنة والمتفق عليها يفقد فرصة استمراره ، وفى نفس الوقت لابد أن تكون النتائج المحققة قد اقترنت بوسائل مشروعة أيضا.
انتبه!
أساس التعاقد والراتب هو الالتزام بنتائج محققة ، ومهام منجزة بوسائل مشروعة .
يبقى أخيرا" أن أذكر :
أن القطاعات المتميزة والمؤسسات المبدعة تذهب الى أماكن لم يتم الذهاب إليها سابقا"، وهذا يمنحها القدرة على التجديد والاستدامة ، وفتح أسواق إستثمارية أو وحدات ( خدمية ) ، تنعش القطاع وتكسب رضى المستفيد.
كما تساعد الموظفين على تحقيق ذواتهم الوظيفية.
اعد النظر !!
- أما زلتم تعتقدون أن ( فطائر النورس من المعجنات) .
اذا" لاتستعجلوا الحكم.
وليس لي علاقة لا ب وزير... و لا ب غفير.