حبيب أنت ياشهر الصيام
ويا شهر التهجد والقيام
وياشهر التلاوة أنت ضيف
كريم لا يهون على الكرام
وياشهر التسامح إن جنحنا
إلى السلم المحبب والسلام
سلام الله ليتك كنت تدري
بما في النفس من غصص الأنام
سل القرآن عن قوم وسلهم
لماذا الغوص في لجج الغرام
سل الفتيات عن لبس خليع
وعن لفظ البذيء من الكلام
وسل عن كل ما يخزي شبابا
عن القصات أو هز القوام
نفوس قد كساها الحقد كرها
وألبسها المذلة كل عام
لقد ذهب الحياء فكل وجه
من الآثام أشبه بالظلام
وكل فضيلة ذهبت هباء
كما ذهب الوقار من اللثام
وصار وضيع قوم في علو
وطاح القدر من عالي المقام
وأصبح للنساء عليك أمر
ونهي في الحلال وفي الحرام
تبرجت النساء عدا نساء
لهن السبق في كل احترام
وصار التيس يرعب ألف ذئب
ويخشى الصقر أسراب الحمام
ولم تلد النساء لنا فحولا
ففي الألفين فحل كالنعأم
وغادرت الأمانة كل قوم
وإن بقيت قليل في الأنام
فقوم في مهب الريح ساروا
وقوم تحت أكوام الحطام
وقوم بين أغلال ونار
وقوم تحت أقدام اللئام
سلام الله ياشهر المعالي
وياشهر التصدق والصيام
إليك الله أشكو بث حزني
وماقد حل في تلك الخيام
أتيتك ياإله الناس كلي
ذنوب في المضاجع كالسهام
فهب لي من لدنك علو قدر
وغفرانا لها يوم الزحام
ومن قرأ القصيدة ياإلهي
ومن نشر الروائع من كلامي
فأنت الله غافر كل ذنب
وأنت العدل يارب الأنام