نحن بالأمس القريب كنا نستعد لاستقبال شهر رمضان، باللهفة والشوق ونترقب هلاله بكل شغف وحب، والآن نودعه بكل حزن، وداعًا يا شهر القرآن، يا شهر الصيام والقيام، وداعًا يا شهر الرحمات والبركات، وداعًا يا شهر الجود والإحسان والخيرات.
سبحان الله كيف تمضي الأيام مسرعة، بالأمس استقبلنا رمضان واليوم نودّعه، وداعاً رمضان، اللهم تقبل من الصائمين والقائمين والراكعين في شهرك شهر الرحمة، أعاده على المؤمنين والمؤمنات بالخير والبركة والغفران، ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا،
سبحانك ربي نحن نعلم أنّك ستعود يا رمضان في كل عام وفي نفس الموعد، لكن ما لا نعرفه هل سنكون في استقبالك؟
ها هو رمضان قد رحل، كان ضيفاً خفيفاً، يؤلِّف بين القلوب ويهذِّب النفوس، فعلاً والله ، (أيامًا معدودات) وأنتهت قصة ثلاثين يوماً، الحمدلله الذي أعاننا على صيامه وقيامه، اللهم اجعلنا من المغفورين لهم والمعتوقين من النار.
والله شي غريب،الأيام تمضي بسرعة، نسأل الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار، بالأمس كنا نقول أهلاً رمضان والآن نقول وداعاً رمضان، ما أسرع خطاك! تأتي على شوق وتمضي على عجل، اللهم تقبل صيامنا.
ولكن الذي اود قوله بعد ماتمتعنا بايامه المباركة أقول.. هل سيعود الغبار على المصاحف؟ هل ستبكي المساجد على فراق المصلين؟ هل ستعود حياتنا كما كانت؟ أم أنّ رمضان كان سبباً في التغيير؟
الجواب بيد كل واحد منا صام وقام ولم يضيع اي عمل خير حرصه المتواصل في عمل الخيرات.
إذاً واصلوا طاعاتكم، وتابعوا قرباتكم، فإن من علامات قبول الطاعة الطاعة بعدها، فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين.
وأخيراً: جاءنا العـيد فـرحاً،رغـم دموع فـراق رمضان، ولكـن.. للعـيد فـرحة للصغار والكـبار وللجميع.. حق العـيد عـلينا الفـرح والاستبشار بقـدومه بعـد شهر حافل من العـبادة والصيام والقـيام، تقـبل الله طاعـتكم، وغـفـر ذنوبكم وكل عام وأنتم بخـير..
*همسة*
أَيُّ شَهْرٍ قَدْ تَوَلَّى يَا عِبَادَ اللَّهِ عَنَّا
حُقَّ أَنْ نَبْكِي عَلَيْهِ بِدِمَاءٍ لَوْ عَقَلْنَا
كَيْفَ لا نَبْكِي لِشَهْرٍ مَرَّ بِالغَفْلَةِ عَنَّا
ثُمَّ لا نَعْلَمُ أَنَّا قَدْ طُرِدْنَا أَوْ قُبِلْنَا
كَانَ هَذَا الشَّهْرُ نُورًا بَيْنَنَا يَزْهُو وَحُسْنَا
فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ عُقْبَا هُ لَنَا نُورًا وَحُسْنَا
1 comment
1 ping
ايمن أحمد عطرجي
10/04/2024 at 3:58 ص[3] Link to this comment
اللهم اجعلنا من المقبولين عندك