ماأجمل قدوم هذا الشهر العظيم الذي يتسابق فيه المتسابقون ويسارع فيه العباد نحو الخير، فالكل يريد أكبر نصيب من ذلك الخير والهدى فالطاعات متعددة، وما أجمل من أن يبدأ كل أمرىء بإعطاء كل ذي حق حقه في هذا الشهر العظيم .
ثم علينا أن ننظر إلى حقوق من حولنا من والدينا وجيران وأصدقاء وأقارب ممن نعايش أو نجاور أن نعامل، فلكل له حق، وغالبا ما نغفل عن حقوقهم في زحمة الحياة وغفلة الايام فلننتبه لهم ولا تأخذنا الغفلة والمشاغل عنهم فهم منا ومنهم .
إنني أذكر نفسي وكل قارى بأبويه في رمضان وغير رمضان، فحقهما لا يميزه وقت دون وقت، وأيضاً الزوج له حق في عنق زوجته وحقه في رمضان كبير ايضا، تعينه على العبادة دون مطالب أو هموم أو مشاكل، مستعينة بالله تعالى أن يكون لها عونا على طاعته ولتكن هي كذلك.
واقول للزوج وهل شعر بشعور زوجته، وهل ساعدها وأعانها على العبادة والطاعة في رمضان ؟ أم أنه يبحث فقط عن طعام حسن وراحة تامة، غافلا عن حقوق زوجته ؟!
فمن المؤكد بعد عناء اليوم فإن الجهد والمشقة قد يتعبها ويقعدانها عن صلاة الليل أو الصالحات بالسحر , فهي تؤدي صلاتها وقيامها بمشقة وأنين بسبب المشقة بين الطلبات والوجبات.
وأيضاً والأهل الأرحام لهم حق في رمضان، فالصلة لهم واجبة وقطيعتهم محرمة.
وأخيراً أقوال ماذا ينقصنا فلنتحول في هذا الشهر الكريم من *حب النفس إلى حب الناس* ومن التقاطع إلى التقارب ومن المصلحة الذاتية إلى نفع الآخرين، ولنجتهد بالتحول من دائرة الظلم إلى دائرة العدل , فنتعاون على الخير, ونمد يد الفضيلة والعطاء، نعم والله إن رمضان يأتينا في كل عام وفي مجتمعنا و عالمنا الإسلامي، والجراح تنزف، والقلوب تهتم , والنفوس تعاني الأمرين والألم , ونحن في اشد الحاجة إلى ايام رمضان الذي يأتينا كبلسم رطب، يزيح عنا كثيرا من الهموم والأحزان , بنفحات إيمانية حانية على قلوبنا برفق إذاً فلنرفق بحال غيرنا.
ملخص مقالي:أجر تفطير الصائم في رمضان شرع الله سبحانه وتعالى لعباده التعاون على كلّ خير، وخاصّة في رمضان؛ فكان من جملة ذلك الخير أن يُقدِمَ المسلم على تفطير أخيه الصائم؛ ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-: (من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا)، كما أنّ تفطير الصائم يُعَدّ من الجود الذي يتحلّى به المؤمن في رمضان؛ اقتداءً بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذلك كما ورد في الحديث الشريف: ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ) ففي ذلك استحباب أن يجود الإنسان ممّا أنعم الله به عليه، ويُشار إلى أنّ من الأعمال التي كان يتسابق عليها السلف تفطيرُ الصائمين، كفعل ابن عمر رضي الله عنهما-؛ إذ كان وهو يفطر مع أهله يأتيه السائل، فيأخذ نصيبه من الطعام ويعطيه إلى ذلك السائل، فإذا رجع إلى أهله، وجدهم قد أنهَوا طعامهم، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً بعد، والملفت للنظر أنّ مثل هذا العمل يزيد من الترابط والمحبّة والألفة بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى عظم الأجر المُترتّب عليه.
*همسة*
أتى رمضان مزرعة العباد
لتطهير القلوب من الفساد