والدي ! ؟
كنت اتمنى ان يعرف ابنائي واهلي وجماعتي قدر والدي ، فاذا باحد الاكارم الأوفياء يفاجئني بان والدي سيتم تكريمه ، على مستوى القرية والقبيلة والمنطقة !!!
نعم انني اتحيز له وكان بودي ايضاً ان يكرّم بل على مستوى المملكة والمنطقة والاقليم والعرب .
وبعيدا كل البعد عن البوكر وعن نوبل وعن الجوائز العالمية والمهرجانات وكان الفرنسية واخواتها لانه عكس هذه وليس ضدها بالضرورة ، فهو صديق لمن لديه نزعة انسانية ووطنية حتى وان كان معتقده مخالف له .
ما اروعك يا ابي ، تجاوزت مئة عام وقلبك لا يزال بفتاً ابيضا ، بدينك ومعتقدك وباسلامك وعلى نهج رسولك ممسكا !!!
لا عجب فهو يعمل لاخرته وكانه سيموت غداً ويعمل لدنياه كانه يعيش ابدا ، ذكر لي ذات مرة ، الحديث ان قامت الساعة وفي يد احد منكم فسيلة فليغرسها.
بخيل على نفسه ومتقشف ، كان زاهدا ولا يزال ليعطي وكان ولا يزال معطاء ليُكرِم ، علّمنا الكرم والجود وحب الفقير والصدقة ، لم نطعه فَضلّينا احياناً وأضَليِّنا ، لم نرسل رسالته لمن حولنا كما اراد وكما يجب ، فكان ولا يزال يغض الطرف ، كان متكلاََ متواكلاً ولا يزال بفضل الله ولكنه يأخذ بالأسباب ولا يفرط فيها ، أيام مراهقتي التي لم أرها ولم أمر بها ،كنت أراه متشددا متطرفاً ، وسرعان ما عرفت حرصه عليّ وعلى الأسرة ومن حولنا على الولاء لولاة الأمر والتمسك بالعقيدة مع التسامح.
وصفه احد المثقفين المشهورين جدا من ابناء قريتنا على طريقة أحد الفلاسفة الغربيين الغير مؤمنين ،بأنه يسير في طريق مكشوف والله مختبئ هناك ليراه ( كان يعرف شدة خوفه من الله ).
والدكم الذي اتحدث عنه - محمد بن عون بن محمد الزهراني - من اعيان وموامين وادي الصدر وبني حسن القبيله ،نموذج وطني قدم لقريته ولقبيلة ولمنطقتة وقدّم مالم يقدمه أحد ممن كان لا يهمه إلا مصلحة النفس والذّات.
كان يعرف ويعرفه كل الأوفياء والمسؤلين في المنطقة والوزارات والأمراء والمسؤلين، من خلال مراجعاته ( الكثيرة ) لجلب خدمات للمواطنين وسكان المنطقة ، شملت الضمان الاجتماعي والمستوصفات والمراكز ، والطرق المعبدة ، والزراعية للقُرى ، ومدارس البنات رغم تلقيه المعارضات الشديده ، والجوامع ، والهاتف وأبراج الإتصالات ، وبشهادة من أيده وسار معه ومن تشاغل وأعتذر عن مساعدته فلم يأبه لهم وأستمر في مسيرته.
شكرا ابي فانت قدمت لنا جميع ما قدمته لمجتمعنا، وأنت أورثت لنا حب كل من تشرف بمعرفتك وكل الأوفياء للمنطقة والمملكة والأسرة الحاكمة التي ندين لها بالولاء بفضل الله ثم بفضلك علينا .
4 comments
4 pings
Skip to comment form ↓
عبد العزيز عبد الله عمر
19/02/2024 at 8:35 ص[3] Link to this comment
ونعم الرجل ونعم صنيعه
عرفناه تقيا نقيا يحب الجميع ويبادر الى خدمة مجتمعه
احببناه ولا استطعنا ان نجاريه
قدم الكثير في زمن الكل لا يهمه الا نفسه
جزاك الله خيرا ابا سعيد واثقل في موازين اعمالك الاجر والمثوبة واحسن ختامة
الكاتب
20/02/2024 at 1:26 ص[3] Link to this comment
شكرا وجزاك الله خير استاذ عبدالعزيز.
ااحمد هياس الغامدي
29/02/2024 at 6:41 ص[3] Link to this comment
انعم واكرم بابيك ونسأل الله ان يجزيه خير الجزاء على ما قدم وبذل من جهودلابناء قريته وقبيلته وهو جدير فعلا بالتكريم
احمد الزهراني
08/04/2024 at 10:12 م[3] Link to this comment
رحمه الله وغغر له
كلما رايت صورته اتذكر سلف هذه الامه