خلق الله الموت والحياة وجعلهما عبرة للناظرين ، فتسابق المتسابقون إلى الخير لدخول الجنة آمنين مطمئنين .
فلما كان الموت آية من آيات الله تعالى الدالة على عظمته وقدرته جعل الاستعداد له ان يكون بالطاعة والتقرب إليه فقال تعالى (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [ الحجر: 99].
وفي هذه الأيام يعيش صاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود اللواء المتقاعد -حفظه الله-حزناً كبيراً في حياته لفقده أمه الغالبة الأميرة جوزاء بنت سليمان آل علي رحمها الله .
فكان حقاً على المحبين لسموه الكريم من الأصدقاء الأوفياء تقديم العزاء له للمصاب الجلل .
وخلقه الكريم وسلوكه القويم كل ذلك جعلنا كلنا -بعد تلقينا بالخبر المفج- ان نسعى لنقول له :
مرارة فقد أحد الوالدين هي الأشد وقعاً على نفس الإنسان ، لأنه إذا فقدهما فقد الأمان والمحبة الخالصة ، وفقد البركة في وجودهما وفي دعائمهما .
وموت الأم هو الفاجعة الكبرى التي قد تصيب الإنسان، فتتركه مبتور القلب لايعرف معنى السعادة والأمان والحنان والطمأنينة، وبرحيلها يغلق باب من ابواب الجنة .
والأم التي انجبت سموكم الكريم قرت عينيها برؤيتكم واطمأنت قلبها بكلامكم الجميل.
أسأل الله أن يتغمدها بواسع فضله ويسكنها فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان.
بقلم الشيخ :
نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا