ماأجمل الشخص الطيب بطيبته، تجده دائماً يُقدّرالآخرين ويتعامل معهم بطريقة عادلة وبكل شفافية، حيث يُعطي كلّ ذي حقٍ حقه، ويسعى جاهداً لإظهار المحبة والإحترام والتعاون مع من حوله من خلال اتباع أساليب وفنون التواصل والتعامل الرفيع بدون غش.
وأما الشخص الخبيث هو الشخص الذي يحاول الاستفادة من كل المواقف لصالحه ولو تضررغيره مايهمه المهم انه أضره،وأيضاً
الخبيث يعني المكروه لرداءته وفساده على كل شي نافع والعياذ بالله،فالخبيث من هذا كله لا يفلح ولا يأتي بخير، ولا تحسن له عاقبة وإن كثر، والطيب وإن قل نافع جميل العاقبة.
وفي هذه المقارنة بين الطيب والخبيث تذكرت سبحان الله
النحل والذباب من الحشرات الطائرة
التي ذكرت في القرآن الكريم في موضعين
مختلفين،الموضع الاول النحل،
وفي قوله تعالى:
(وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
بينما يقول سبحانه وتعالى في الموضع الثاني، عن الذباب
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
فإذا تأملنا في مفارقات هاتين الحشرتين نجد أن النحل، يبحث عن الزهور والورود
ليمتص رحيقها ويصنع منه العسل، بينما الذباب يبحث عن القذارة والنجاسات وغيرها
وينقل الأمراض.
النحل نبني له البيوت لينتج العسل، بينما الذباب نقتله ونقاوم انتشاره وإخراجه من البيوت.
النحل يستخدم في الطب البديل بينما
الذباب سبب لانتشار الكثير من الأمراض
المعدية، النحل يحب النظام والعمل الجماعي التعاوني والأماكن المفتوحة والعمل في الميدان، أما الذباب فيفضل الوجَود في الظل والأماكن المغلقة والعفنة ويبحث عن
المستنقعات، شعاره في الحياة الأخذ دون العطاء مثل الخبيث.
وهناك وصف رائع وجميل يبين الفرق
بين النحل والذباب وكلاهما من الحشرات،لذلك فإن الإنسان الذي يتميز بالطيبه ويملك روح التعاون هو إنســان أشبه ما يكون بالنحلة التي تعطي دوما العسل الصافي
فيه شفاء للناس بلا كلل أو ملل سبحان الله النحل لايغش ولكن يوجد من البشر من يغش في العسل.
أما الخبيث الذي يخطف ويسرق وينهب ممتلاكات الآخرين ليل نهارفهو حقير في شأنه، ضعيف في أخلاقه وقذر بتصرفاته المذكورة، فهو أشبه بالذبابة التي تنهب
وتسلب ثم تهرب لتختبئ في أقرب قمامة أو مستنقع.
إذاً ملخص مقالي المجتمع البشري أشبه بمجتمع النحل الذي هو مجتمع متزن ومتفوق على نفسه،ويعرف كل فرد فيه دوره، كما أن فيه نظاما صارما وقويا ومحكما قائما على طاعة الله سبحانه وتعالى،ويتبع التعليمات، ويحترم كل َمن يعمل معه ليمثل روح الفريق الواحد.
يقوم برقابة ذاتية، ولا مجال فيه للمجاملة
والوساطةوالمحسوبية
بينما مجتمع الذباب هو مجتمع مفكك
ومنحل وســاقط،لأنه قائم على كســب وخطف ونهب.
فهل يستويان مثلا؟! اختر لنفسك في
أي مجتمع تريــد أن تعيش فيه،مجتمع
النحل أم مجتمع الذباب؟
*همسة*
﴿ قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾