قبل ان ابدأ بموضوعي وهو اكرمكم الله جميعاً بخصوص تربية الكلاب ومشاهدتي من شباب وشابات وبأيديهم الكلاب والتنزه بها ومفاخرة وتباهي بها وكما يوجد لهم صالات مفتوحة لمداعبة كلابهم وتقبيلهم والله لهذا شي عجاب فأقول لأمثال هؤلاء هداهم الله ونور بصيرتهم.
أخواني واخواتي في الله من محب لكم، بحمد الله تسمو وتنعم الأسر السعودية بالاستقرار الأسري والترابط بحمد من الله ونعمه، ومقارنة بما يعانيه الغرب من التفكك على مستوى الأبناء والأسرة والمجتمع مما يلجئهم الى مخالفة الفطرة السليمة في العادات والمظاهر، ومن ذلك ظاهرة اقتناء الكلاب لتملأ عليهم حياتهم الخاوية، هذه الكلاب التي باتت سمة من سماتهم وظاهرة من ظواهرهم يعرفون بها عن غيرهم، وقد حذرنا الشارع الحكيم من التشبه بهؤلاء لا سيما في مثل هذه العادات الوضيعة والدنيئة، ولعله قد غاب او خفى على أغلب الشبان والشابات ما جاء من النصوص الكثيرة التي تنهي عن اقتناء الكلاب وما تعلق بها وكراهية اتخاذها لغير حاجة، ومن هذه المحاذير ما يلي:
* ما فيه من التشبه بالكفار المنهي عنه، وهذه قاعدة عظيمة من قواعد الاسلام وأصوله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» وعليه فمشابهة هؤلاء في الظاهر لابد ان تورث عند المسلم مودة لهم، فتكون محرمة من هذا الوجه سدا للذريعة وحسما لعادة حب الكافرين والولاء لهم وأنتم بإذن الله تعالى ابعد مانتصوره من هذا الولاء وقد يكون بدون قصد منكم ولكن قبل الاقبال نسأل ونتعلم من ديننا الحنيف.
* إن التبايع بالكلاب محرم، كما في صحيح البخاري عن ابي جحيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، وقال في رواية «ثمن الكلب خبيث» فالأولى بهذه الأثمان المبالغ فيها ان تنفق في وجوه تنفع صاحبها في دينه ودنياه ولاينسى أيضاً ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، وهذا وغير النجاسة وماادراك مالنجاسة عند ولوغه.
* انه سبب في نقصان الحسنات فعن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتنى كلبا ليس كلب صيد ولا ماشية ولا ارض فانه ينقص من أجره كل يوم قيراطان» اخرجه مسلم والنسائي، والقيراط: مثل الجبل العظيم، وهنا ذكر لي صديق كان في مطعم بجواره طاولة وعليها عائلة وكان كلامهم كله خصام ونكد ومعهم أكرمكم الله كلب فيقول صديقي في نفسه والله ماتلك مشاكلكم الا بإثم هذا الكلب فتردد ان ينصحهم ولكن تلاشى ردت فعلهم..
اذاً ليست المسألة تقاليد اجتماعية يأحبتي، ترى افكار غير صحيحة، وانما هو شرع ودين ولا ريب ان كل ما شرع الله ورسوله هو محض خير للعباد وقدم لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الدين على طبق من ذهب وأخرها نقبل الكلاب؟ وكل ما نهى عنه شر وفساد {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
أسأل الله أن يلهمنا رشدنا، ويحفظ لنا أعمالنا، ويهدي شبابنا وشاباتنا الي طريق النور والهدى، ويجنبنا الترف والآثام، والله اسأل الهداية للجميع وََما أنا الا مذكراً واناصحاً وليس بعالم ولكن فطرتي ابت إلا أن اتكلم.
*همسة*
كفالة الأيتام والمحتاجين أفضل بكثير من تضييع الأموال في هذه التفاهات، وأذا مره حبينا بنقلد الغرب نقلدهم بالأشياء الي ساهمت بتقدمهم وتفوقهم وليس في أقتناء الكلاب أكرمكم الله جميعاً فلنتفكر ونعي مانفعل.