الإعلام جاء ليؤكد للناس على أن التواصل أمر حتمي، ولايمكن ذلك إلا ببذل الجهود ليكون التواصل تحت خدمة نزيهة عبر وسائلها المختلفة.
في الماضي كان الناس يتواصلون لمعرفة الأخبار من خلال الكتب إلى أن وصل إلى الصحف والمجلات ، ثم توسعت الدائرة إلى الفضائيات ليشاهد الإنسان الأخبار على عين المكان .
وتلك الفضائيات نجدها تختلف في الأداء والأهداف ،فهناك فضائيات دولية لخدمة مصالح دول ، وأخرى لإنمتاءات ومعتقدات.
والإعلام حقيقته إيصال الخبر بصدق وإنصاف ، وعدم المساس بمشاعر الآخرين واستفزازهم ، لأن غير ذلك يجعل الإعلام أداة للفتنة والتدمير .
فلقد حرصت المملكة العربية السعودية مند بداية عهدها على تحري نشر المادة الإعلامية ، ومن جامعاتها كليات وأقسام تحمل إسم الإعلام، ليكون الإعلام في منتهى التدقيق والتمحيص من خلال نشره على ألسنة وأيدي الأكفاء المخلصين لدينهم ووطنهم.
فمن التشكيلة الوزارية هناك وزارة الإعلام لتكون هي الجهة الرسمية المختصة بنشر الأخبار عبر الوسائل المتاحة .
وإنما عند الإخرين جعلوا الإعلام وسيلة من وسائل التدمير ، وزرع الفتن بين الشعوب .
وتشويه الدول والمعتقدات .
ومن الدول التي تضررت من خلال الإعلام الفاسد، المملكة العربية السعودية ، وذلك بجهود دول مضادة وتنظيمات إرهابية لتهيئة المناخ العدائي .
نجد أن قناة الجزيرة هي الأولى في التحريض ضد المملكة العربية السعودية ، وهذا منذ بداية أمرها، لأنها في خدمة الطائفية ومصالح التطرف والإرهاب .
ولكن الأمر ليس مقصورا على قناة الجزيرة فقط ، ولكن اليوم تجاوز الأمر إلى قنوات أخرى بدعوى حرية الديموقراطية ، وحرية التعبير عن الرأي ،فما أكثر القنوات اليوم التي لاتحترم المواثيق والعهود حول بث الأخبار!
ومن بين القنوات التي تتخذ لباس الحرية في نشر الدعايات ضد السعودية قناة تسمى ( المستقلة ) وهي قناة من الصباح الى الليل شغلها الشاغل المملكة العربية السعودية والإساءة إلى قيادتها الرشيدة.،
استغلت القناة حرب غزة بعقد ندوات وحوارات بتمجيد التنظيمات المتطرفة الارهابية التي استخدمت غزة لمصالحها ولدوافع ايرانية لهدم فلسطين كليا ،
وبعد خطاب نصر الله الأخير الذي لايسمن ولايغني من جوع حول أحداث غزة قام المتطرفون بالتصفيق والشعارات المجوسية من خلال قنوات التطرف والارهاب.
ومن الحماقة كل عملاء النظام الصفوي الإيراني يلقون اللوم على السعودية في احداث غزة ولا يلقون اللوم على من صنع المليشيات التي وقفت لخدمة المشروع الصفوي لإفشال العملية السياسية فيها !
نقول لتلك القنوات التي تخدم المشروع الصفوي باسم الحرية إن المملكة العربية السعودية وقفت مع فلسطين موقفًا شموليا للتعاون معه لايجاد حل لتقرير مصيره واعلان دولته المستقلة على تراب وطنه وعاصمة فلسطين القدس.
وبعد هذه الأصوات التي تنعق كالغراب في سماء اليأس والفشل الذريع استطاعت المملكة العربية السعودية أن توجه دعوة كريمة بقيادة خام الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان- حفظهما الله- إلى عقد قمة إسلامية عربية استثنائية في الرياض لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة ، فمن هنا كثفت السعودية جهودها لتحقيق النجاح في القمتين من خلال الاعلام السعودي الواسع ، فكان بروز دور الاعلام الذي ينقل الحقائق الى العالم بمصداقية واضحة بحضور القادة ، وصارت الانظار تتوجه نحو الرياض لمشاهدة الاعلام السعودي بدلًا من الإعلام الساقط المروج للفتن والدعايات الكاذبة ضد مملكة الانسانية .
والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله ستظل دائما في خدمة القضية الفلسطينية من خلال سياسة حكيمة تتسم بالمصداقية دون الطائفية والوصايا الخارجية .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا .